الثلاثاء، 12 فبراير 2019
نقابات ميتة وحالة غير مألوفة
نقابات ميتة
ولا رأي لنقابة الفنانين في محافظة ذي قار بشأن ما يحصل للفنان حسين نعمة كون ما طرحه مشكلة واقعية، وهو تعبير عن الغبن الذي لحق به على الرغم من كبر سنه، وتاريخه ومنجزه الفني الطويل، بحسب ما يقول نقيب الفنانين في ذي قار علي عبد عيد للجزيرة نت.
ولا رأي لنقابة الفنانين في محافظة ذي قار بشأن ما يحصل للفنان حسين نعمة كون ما طرحه مشكلة واقعية، وهو تعبير عن الغبن الذي لحق به على الرغم من كبر سنه، وتاريخه ومنجزه الفني الطويل، بحسب ما يقول نقيب الفنانين في ذي قار علي عبد عيد للجزيرة نت.
والنقابات والاتحادات في العراق -بما فيها نقابة الفنانين- هي نقابات فقيرة وميتة أطلقت عليها رصاصة الرحمة، لا توجد مقرات حقيقية لها ولا يوجد دعم حكومي، هناك الكثير من المبدعين في مجال الأدب والمسرح والشعر لم يقدم لهم الدعم، وهناك فنانون مصابون بأمراض مزمنة لم يلتفت لهم أي مسؤول أو جهة، بحسب ما يذكره عيد.
وتعد ذي قار واحدة من المحافظات العراقية التي تمتلك وتنتج كفاءات ومواهب في مجال الأدب والفن والثقافة عموما، لكن هذه الكفاءات ظلت منسية من قبل الحكومات على مرور الزمن لعدم قدرتها على العمل وقيامها بتقديم الخدمات لها كما يقول عادل الدخيلي النائب الأول لمحافظ ذي قار للجزيرة نت.
وطالب الدخيلي وزارة الثقافة والجهات الحكومية الأخرى بتخصيص مبالغ مالية وميزانية خاصة لدعم الكفاءات العراقية والرواد في المجالات الإبداعية المختلفة التي قدمت إلى البلد الكثير من الإنجازات.
حالة غير مألوفة
ولم يعرف العراق قبل التسعينيات هجرة إلى الخارج من أجل العمل وكسب الرزق، إنما العكس من ذلك كان ساحة تزخر بفرص العمل للأجانب، ولا يزال هناك من يأتي للعمل والاسترزاق في مختلف المجالات، لذا يكون من المحزن والمؤلم أيضا أن يترك العراقي ثرواته ويكسب رزقه في غير أرضه، فما بالك اليوم في أن يمد يده للمساعدة كما يقول الناشط والمدون محمد الشيخ للجزيرة نت.
ولم يعرف العراق قبل التسعينيات هجرة إلى الخارج من أجل العمل وكسب الرزق، إنما العكس من ذلك كان ساحة تزخر بفرص العمل للأجانب، ولا يزال هناك من يأتي للعمل والاسترزاق في مختلف المجالات، لذا يكون من المحزن والمؤلم أيضا أن يترك العراقي ثرواته ويكسب رزقه في غير أرضه، فما بالك اليوم في أن يمد يده للمساعدة كما يقول الناشط والمدون محمد الشيخ للجزيرة نت.
وليس الفنان حسين نعمة فقط إنما أي عراقي آخر من حقه أن يحظى بحفظ الكرامة في بلاده من تأمين صحي وضمان اجتماعي وفرص عمل لأفراد أسرته القادرين على العمل، فكيف إذا كان ذلك العراقي فنانا ترك في ذاكرة الناس أعمالا غنائية لا تنسى.
وعن الهازئين بالرسالة أو المتحمسين لها، يضيف الشيخ أنها دلالة صارخة على بؤس الحكومة، ووثيقة واضحة على فشلهم، وسيزداد وجه النظام السياسي قبحا إن عالج موضوع حسين نعمة وحده واستمر في إهمال أعداد العاطلين والمعطلين.
ردود الافعال على طلب حسين نعمة
ردود أفعال
ويعبر حسين نعمة عن شعوره بالإحباط بعد كتابته رسالته وهو يشكو حالته، وتعرضه للغبن طوال سنوات عدة، مما دفعه إلى أن يكتب بهذا الشكل وبطريقة مؤدبة ولم يتجاوز على أحد وهو شكل من أشكال العتب، بحسب ما يذكره الفنان خلال حديثه للجزيرة نت.
ويعبر حسين نعمة عن شعوره بالإحباط بعد كتابته رسالته وهو يشكو حالته، وتعرضه للغبن طوال سنوات عدة، مما دفعه إلى أن يكتب بهذا الشكل وبطريقة مؤدبة ولم يتجاوز على أحد وهو شكل من أشكال العتب، بحسب ما يذكره الفنان خلال حديثه للجزيرة نت.
وجاءت نتائج رسالة الشكوى للمغني المعروف إلى السياسيين والحكومة العراقية والجهات المعنية التي تهتم بالمواطنين والمبدعين على حد سواء غير متوقعة بعد أن وصلت واستجاب لها كل من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وفق ما يقوله حسين نعمة.
وسيطرح الفنان حسين نعمة خلال لقائه مع مسؤولي بلاده مطلع الأسبوع المقبل مشاكل الفنانين والمبدعين في العراق ويطلب سن قانون تقاعد الفنانين الرواد وكذلك مشكلته الخاصة.
وأكد أن رئيس الوزراء قد أمر بتعيين أحد أولاده في وزارة النفط، وهو واحد من أصل ثلاثة خريجين من أبنائه لم يحصلوا على فرصتهم في العمل بسبب الارتفاع الكبير بمعدلات البطالة والخريجين الباحثين عن وظائف الذين تبلغ أعدادهم ما يقارب مئتي ألف خريج وعاطل في مدينة الناصرية حيث يقيم الفنان العراقي.
وأكد أن رئيس الوزراء قد أمر بتعيين أحد أولاده في وزارة النفط، وهو واحد من أصل ثلاثة خريجين من أبنائه لم يحصلوا على فرصتهم في العمل بسبب الارتفاع الكبير بمعدلات البطالة والخريجين الباحثين عن وظائف الذين تبلغ أعدادهم ما يقارب مئتي ألف خريج وعاطل في مدينة الناصرية حيث يقيم الفنان العراقي.
وفي خضم إحباطه، يقول حسين نعمة إنه حينما تمتد الأيادي النبيلة بالكرم والعطف الملموس فإنها تخفف معاناتي، وهو ما يجعلني في لحظة من الاستقرار النفسي بعد فترة طويلة عشتها وقد طرقت كل الأبواب واستنجدت بكل الجهات فلم أجد فائدة من ذلك، لذلك اضطررت إلى اتخاذ قرار الهجرة وانتخيت بإخوتنا في دول الخليج وبعضهم لبى هذه الدعوى.
وتلقى نعمة بعد أيام قليلة من نشره رسالته دعوات من سلطنة عمان، ومواقف إيجابية من قطر، لكنه يوضح أنه في حال حصوله على حقوقه وانتهاء مشاكله ومعاناته سوف يبقى في مدينته بعد أن كبر فيها وتجاوز عمره السبعين، بحسب حديثه للجزيرة نت.
حسين نعمة يستغيث
بعد أن كانت أغنياته تصدح في حناجر العراقيين منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن وما زالوا يرددونها في الشوارع والمقاهي والبيوت ويعرفه الناس في بلده والعالم العربي يمضي الآن وحيدا في شوارع الناصرية وأزقتها هاربا من قسوة الحياة ومحبطا مما يحصل له على الرغم مما قدمه للفن العراقي طوال مسيرة استمرت خمسين عاما.
حسين نعمة الفنان المرهف وصاحب الصوت الذهبي وطائر الجنوب كما يسميه الناس ومن القلة الذين لا يزالون على قيد الحياة من أصحاب الزمن الجميل للأغنية العراقية قرر أخيرا أن يطير ويهاجر بعيدا عن بلاده في رسالة نشرها تكشف عن معاناة هذه القامة الفنية في العراق.
ونشر حسين نعمة على صفحته التفاعلية في فيسبوك في 4 فبراير/شباط الجاري رسالة قاسية ومؤلمة كتب مطلعها "نخوة عزيز قوم" يكشف فيها عن حياته وظروف معيشية قاسية يمر بها دفعته إلى التفكير بالهجرة، داعيا في الوقت نفسه دول الخليج العربي إلى استقباله والوقوف معه في محنته.
ويعتبر الفنان حسين نعمة من أشهر المطربين العراقيين منذ أن بدأ الغناء في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي، فهو من مواليد مدينة الناصرية جنوبي العراق 1944، وكانت بدايته تقليده أغاني المطربين العراقيين المعروفين آنذاك داخل حسن وحضيري أبو عزيز، ثم ذاع صيته لاحقا ليكون أبرز المطربين العراقيين.فنان محبط
وجاء في رسالة الفنان حسين نعمة -التي هزت الأوساط السياسية والشعبية- نخوة عزيز قوم، للقناعة فائدة وحدود، وحين تكون القناعة طرفا مباشرا للضرر وعدم الفائدة فليس هنالك جدوى أو مبرر للقبول بها هنا بعد أن طال صبري وبلغ السيل الزبى.
"أشرف ضنك العيش أن يهدد كرامتي حين يوصلني لذل الحاجة والعوز بسبب عدم مقدرتي على تعيين أولادي الثلاثة الذي نالوا شهادات جامعية منذ أكثر من ثلاث سنوات والقادم أسوأ، إضافة إلى راتبي التقاعدي البائس، أربعمئة ألف دينار فقط (نحو 335 دولارا)، وقد شيدت آمالا على تعيين أولادي ليساعدوني ولهم أيضا وطرقت الأبواب دون جدوى"، بحسب ما قال في رسالته.
ويضيف صاحب أغنية "يا حريمة"، وهي واحدة من أشهر الأغاني التي يحفظها العراقيون منذ أجيال، أولادي بكالوريوس علوم حاسبات، وكيمياء وهندسة نفط المرحلة الثالثة، هنا ومن حقي الإنساني -خصوصا بعد اعتزالي الغناء إلى حد كبير- قررت وعائلتي الهجرة إلى وطن آخر نستطيع العيش به أعزاء كراما".