وقالت في سياق الحديث: للأسف ليس هناك مستقبل للمسرح في الوطن العربي كممارسة ثقافية وحضارية، لأن المسرح اكثر الفنون تأثرا بمحيطها، فهو يدفع حاليا ثمن الاوضاع الراهنة من غياب للحرية والديمقراطية، لأنه حالة مدنية بامتياز، وما يقدم الآن من انشطة في هذا الجانب لا يعدو كونه تشنجات مسرحية لا اكثر. وأوضحت انها تعمل وتجرب وتبذل كل جهدها معتمدة على قوة الايمان بالمسرح، وهذه القوة هي التي تجعلها تواصل حياتها وتنهيها على هذا النحو الذي هو نوع من الانتحار، ففي لبنان ما بعد الحرب ليس هناك مكان للثقافة. كما تؤكد ان الدولة لا تقدم أي شكل من أشكال الدعم للمسرح، بعد ان اصبح حالة مركبة من السياسة والثقافة والاعلام ويتطلب امكانيات مادية هائلة فوق طاقة الافراد والجماعات المسرحية. وحذرت في ذات الوقت من الدعم المشروط الذي يمكن ان تقدمه الدولة للمسرح الذي يخولها السيطرة عليه وتوجيهه لغايات سياسية خالية من أي مضمون او نبض اجتماعي حقيقي، ويصيّره واجهة اعلامية «وذلك يتعارض مع كونه حالة تعبير حر عن المجتمع». وفي ما يتعلق بتأثير الانتشار الواسع للفضائيات على المسرح، أكدت الممثلة اللبنانية ان ذلك لا يؤثر مطلقا، لأن المسرح هو الفن الوحيد الذي لا يعطي ألقه وخصوصيته القائمة على اللقاء الحي والمباشر بين الفنان والجمهور. وتطرقت ايضا الى ان المسرح يظل فنا نخبويا جمهوره الطبقة الوسطى من المثقفين والطلاب، وهي الطبقة التي تآكلت بسبب السياسات الاقتصادية الراهنة ودخلت في دائرة الفقر، والبحث عن جمهور واسع للمسرح يحوله الى تهريج واسفاف. منوهة الى انها تدرك كغيرها من الفنانين التغيير في المزاج العام بسبب الكثير من الاحداث والتحولات التي يشهدها العالم. وتضيف: لكن ذلك لا يعني غياب عشاق المسرح الجاد والمتميز، كما تأكد لي من خلال تقديمي لمسرحية «كلمات تعشق النغم» في عدد من البلدان العربية. ودعت نضال الاشقر الى مسرح عربي يجمع بين التسلية والفائدة، ويعكس قضايا المجتمع برؤية عميقة، كما هو في تجارب سعد ونوس، والفريد فرج، ويوسف ادريس وغيرهم. |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق