الأحد، 31 يناير 2016

الفنان الكوميدي ( علي الكسار )




فنان كوميدي مصري راحل، اشتهر بشخصية “عثمان عبد الباسط” التي لا تزال خالدة في ذاكرة التمثيل العربي حيث تميز بأسلوبه الفطري في الأداء والارتجال أحياناً.
ولد “علي محمد خليل سالم” يوم 13 يوليو 1887م في حي البغالة بالقاهرة لأسرة فقيرة الحال مما اضطره للعمل في مهنة «السروجي» التي كان يمتهنها والده وهو لا يزال في سن صغيرة ليعول أسرته، ولكنه لم يتمكن من احترافها فتركها واتجه للعمل بالطهي مع خاله.
عمل الكوميديان الراحل كمساعد طباخ وهو في التاسعة من عمره، أتاح له فرصة الاختلاط مع النوبيين من بوابين وسفرجية وتعلم لهجتهم وطريقة كلامهم، إلا أن حبه للتمثيل دفعه عام 1907م لتكوين فرقة “دار التمثيل الزينبي” ثم انتقل إلى فرقة “دار السلام” بحي الحسين، واختار كنية عائلة والدته “الكسار” كلقب له تكريماً لها.
على الرغم من عدم حصول “الكسار” على أيا من أشكال التعليم حيث نشأ أميا يجهل القراءة والكتابة، إلا أنه تمكن من إثبات موهبته الفنية وتحقيق قدر واسع من الشهرة والنجومية خاصةً بعدما أبتدع شخصية الخادم «عثمان عبد الباسط» التي نافس بها شخصية «كشكش بيه» التي كان يجسدها الممثل الراحل “نجيب الريحاني” ليصبح أحد أشهر فناني الكوميديا في مصر.
ظل “علي الكسار” أسير شخصية الخادم البربري “عثمان عبد الباسط” التي لم يقدم غيرها في أكثر من 160 مسرحية حتى امتد نجاحه إلى الشام حيث لاقت مسرحياته بها نجاحاً كبيراً، ولكنه أصيب بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة والاتجاه للعمل بالسينما.
في عام 1935م قدم “الكسار” أول أدواره السينمائية من خلال فيلم “بواب العمارة” لتصبح السينما بعد ذلك هي المحطة الأكثر إبهاراً في مشواره الفني حيث بلغ رصيده على مدار 19 عاماً حوالي 37 فيلماً سينمائياً كلها تدور حول شخصية الخادم البربري ذو البشرة السمراء.
ومن أبرز أعماله: “بواب العمارة، علي بابا والأربعين حرامي، سلفني 3 جنية، ألف ليلة وليلة، نور الدين والبحارة الثلاثة، رصاصة في القلب، عثمان وعلى، محطة الأنس، التلغراف، الطنبورة، أمير الانتقام”.
وفي الوقت الذي أضحك فيه “علي الكسار” بأداء فطري وبسيط كل من رآه، مات عملاق التمثيل الكوميدي فقيراً بمأساة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم 15 يناير عام 1957 وهو يرقد في سرير من الدرجة الثالثة في مستشفى قصر العيني وحوله أولاده الخمسة وزوجته، بعد صراع مع مرض سرطان البروستاتا، وكان يبلغ من العمر 70 عاماً.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق