الأحد، 26 نوفمبر 2017

بدري حسون فريد


Bildresultat för ‫بدري حسون فريد‬‎


نعت الاوساط الفنية والثقافية في العراق رائد المسرح العراقي الفنان الكبير (بدري حسون فريد) الذي وافاه الاجل مساء الجمعة في أحد مستشفيات مدينة أربيل عن عمر ناهز الـ ٩٠ عاما، بعد صراع مع الشيخوخة والمرض امتدت لاشهر عديدة لاسيما بعد اصابته بجلطة دماغية مفاجئة في شهر تموز / يوليو الماضي اثرت بشكل كبير على صحته.
ويعد الفنان الراحل واحدا من كبار فناني العراق الذين يشار اليهم بالموهبة والابداع والسيرة الفنية الطيبة ، وان ابتعد عن العراق لمدة 15 عاما ، وقد غادر العراق في نهاية عام 1995 ليستقر في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط، وعاد الى بغداد عام 2010 لكنه لم يستقر فيه طويلا لظروفه الصحية فسافر الى اربيل لتكون المحطة الاخيرة في حياته التي رافقته فيها زوجته الفنانة ابتسام مغازجي .

بدري حسون فريد - سيرة وعطاء
وللراحل سيرة فنية غنية بالاعمال المسرحية والتلفزيونية والسبنمائبة والاذاعية والاكاديمية ، تمتد الى عام 1946 ، ويعتبر الخريج الأول من معهد الفنون الجميلة من مدينة كربلاء عام 1955 وقد اقتصر نشاطه الرئيسي في العاصمة بغداد، ويذكر عنه انه كان دقيقاً ومخلصاً ومتفانياً في عمله, حتى أنه باع في يوم ما سجادة (زولية) من البيت كي يقدم مسرحية! كانت حياته كلها للمسرح.. كانت أعماله تسبب له مشاكل مثل الاعتقال، وفي بيته يحتفظ ببطانية ووسادة مع كل عرض مسرحي.
ولد الراحل في 15 نيسان/ ابريل 1927 ولد في محلة العباسية بمدينة كربلاء، كان والده خياطا يحب الموسيقى والأزهار وكل شيء ممتع وجميل ، ويقال أنه أول من أدخل جهاز كرامفون من بغداد إلى كربلاء ومنه صدحت أصوات مطربين عراقيين وعرب، كان لوالده علاقة صداقة وثيقة مع والد الفنان الرائد الراحل المسرحي حقي الشبلي، أي أن والد الفنان بدري كان جنديا عند والد الشبلي أيام ثورة العشرين، من خلال هذه العلاقة توطدت علاقة والده بالفنان الشبلي نفسه.
أول مسرحية شاهدها بدري بمصاحبة والده كان عنوانها (السلطان عبد الحميد) تقديم فرقة حقي الشبلي وإخراج الشبلي ، عرضت في خان القطب وسط مدينة كربلاء القديمة عام 1933 وعمره لم يتجاوز الست سنوات، بعد أربع سنوات أي في سنه العاشرة الموافق عام 1937 شاهد عرضا مسرحيا قدمته المدرسة الفيصلية بعنوان (الطيش القاتل) إخراج الفنان قاسم محمد نور، كان تأثيرها كبيرا في نفسيته خلال تكوين شخصيته الفنية .عاش في بيت والده المتزوج من أربع نساء، بدأ شعوره بحساسية الآلام النفسية التي تعيشها الزوجات و الأطفال، جراء تسلط الأب، كان واحدا من عشرين شقيقا يجمعهم بيت واحد، وما زاد في صعوبة الحياة في هذا البيت شخصية الأب ــ القهرمان ــ كما يسميه بدري حسون فريد، التي كانت تجمع بين القسوة والحنان ... المحبة والأنانية ... قوة الشخصية, كان (بدري) ضعيف الإرادة ... منذ صغره أصبح جسمه مرتعا لأمراض كثيرة، امتصته حتى اقتربت به إلى الموت، لذلك فقد نشأ طفلا، خائفا، مرتعدا، يحس بالانهيار النفسي، خلاصه الوحيد أن يهرب من البيت ومعاركه وهمومه ومشاكله وقسوة الأب (القهرمان) ليلجأ إلى الحدائق العامة، يعيش مع أقرب شجرة أو نبته أو زهرة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق