الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

ذياب مشهور تبنى الاغنية الفراتية

Relaterad bild




الخطوة التالية التي كان يسعى اليها ذياب مشهور ان تُسمع اغانيه في البلاد العربية ، الأردن كانت الانطلاقة الأكبر بالنسبة له ، فبعد ان شارك كمطرب مع دريد ونهاد في مسلسل ” صح النوم ” الجزء الأول الذي تم تصويره في بيروت 1972، عاد ليشارك في الجزء الثاني من سلسلة ”صح النوم“ في السهرة التلفزيونية ” ملح وسكر ” وهو من انتاج التلفزيون الأردني وبثت هذه السهرة في عيد التلفزيون الأردني الخامس مساء 27/4/1973 وغنى في ” ملح وسكر ” اغنيتين هما ” ع المايا ” ويابوردين ” ومن خلالهما حقق نجاحاً كبيراً لدرجة ان هاتين الأغنيتين كانتا تتردان على مسامع الناس في اليوم التالي من خلال الاذاعة الأردنية ومحلات الكاسيت التي كانت شائعة تلك الأيام بالرغم من ان مطربين اّخرين أقدم منه شاركوا في هذه السهرة مثل فهد بلان و موفق بهجت و طروب الا انه خطف الأضواء يومها وبجدارة ، الذي يعلق في الذاكرة ان الأغاني التي قدمها مشهور في ” صح النوم ” و ” ملح وسكر ” كانت في مشاهد له داخل السجن باعتباره يؤدي دور سجين يمتلك صوتاً جميلاً يغني لأصحابه المساجين ومنها بات يُطلق عليه تحبباً ” مطرب المساجين ” ، لم تنته علاقة ذياب مشهور مع الأردن عند هذا الحد وظهر في الجزء الثالث من مسلسل ” صح النوم ” والذي تم تصويره في استوديوهات التلفزيون الأردني في العام 1973 أيضاً وغنى في هذا العمل ” هلا عيني ” و ” تلعي ” ، عام 1974 كان احد ضيوف حلقات البرنامج الاستعراضي ” عالم الاستعراض ” انتاج التلفزيون الاردني واخراج حسيب يوسف وغنى في هذا البرنامج الذي كان يقدمه الفنان عبد المنعم ابراهيم اغنية ” خدك ورد ” ، في اواسط السبعينات شارك مع الفنان الأردني محمدوهيب في مجموعة من الأمسيات الغنائية التي كان يقيمها النادي الأهلى الأردني في مدينة الملاهي التابعة للنادي في منطقة ” رأس العين ”.

” مطرب الأغنية الفراتية.. ”

وضع المشهور ذياب نصب عينه في ان يتبنى رسالة نشر الأغنية الفراتية في البلاد العربية وعلى مستوى العالم ، وطاف يغني على مسارح العديد من الدول العربية وأميركا واوروبا واسيا ليُعَرِّف بالغناء الفراتي الذي تشتهر به مدينة دير الزور التي ينتمي اليها ، تحمل في سبيل ذلك تكاليف مادية باهظة حتى استنفد كل ما ادخره من اموال ، ولأنه استحق وبجدارة لقب ”سفير الأغنية الفراتية“ و ” مطرب الأغنية الفراتية ” ورغم انه بقي أسير هذا اللون ولم يحاول كغيره ان ينوِّع في الوان الغناء مما كان له الأثر السلبي على استمراره في مجال الغناء ، الا انه كان هو الأجدر بتعريف الناس بالغناء الفراتي والعقبات التي تعترض هذا الفن ، تحدث بخصوص ذلك في برنامج ” وينك ” الذي يقدمه الاعلامي السعودي ” محمد الخميسي ” ، وعن حالة التداخل بين الغناء العراقي و الغناء الفراتي وخصوصية كل منهما يوضح ذياب مشهور ان الغناء الفراتي من حيث الكلام اوضح من الغناء العراقي و ان الحزن في الأغنية الفراتية أقل حدِّه من الأغنية العراقية التي تصل لحالة التطرف بالحزن اغلب الأحيان ، ويرى مشهور انه ونظرا لحالة التشابه هذه حاول المزج بين هذين اللونين في العديد من اغنياته ، حول هذا الموضوع أيضاً تحدث باحثون و نقاد عن الأغنية الفراتية و شجونها ومنهم من يؤيد رأي ذياب مشهور ان الأغنية الفراتية أكثر فرحا نظراً لأنه تم ارشفتها وتدوينها من خلال حفلات الاعراس التي هي مرحة وراقصة بطبيعة الحال ، الباحث عبد القادر عياش ومن خلال كتابه ” غزليات من الفرات ” يؤكد ان ندرة التدوين المكتوب للتراث الغنائي الفراتي واعتماد التدوين مشافهة ومن على السنة كبار السن المعمرين ادى لضياع الكثير من هذا الفن ، رغم كل ذلك يبقى للأغنية الفراتية سمة تميزها عن الكثير من الأغاني العربية وهي انها غير مقلدة لغيرها حالها كحال الأغنية العراقية ، تبقى الإشكالية التي تعانيها الأغاني الفراتية ندرة الأصوات التي تحمل على عاتقها الترويج لهذا الفن مثل ذياب مشهور الذي هو اكثر من تحمل هذا العبء رغم انه لم يكن يجيد القراءة والكتابة مما كان سيساهم في خدمة رسالته اكثر ، برز بعض الأصوات في سوريا ممن حاولوا تقديم الغناء الفراتي امثال جمعه مطر و محمد عثمان و عصام بشير و اسعد الجابر و سمير النوري الا انها لم تكن بمستوى تجربة ذياب مشهور والذي هو بدوره انسحب من ساحة الغناء وتوقف مع بداية التسعينات باستثناء بعض المشاركات المتقطعه حتى كان اعتزاله النهائي عام 2004 الذي ادى به فريضة الحج ولم يعد يغني سوى في الجلسات الخاصة التي تجمعه بالأصدقاء و المحبين.

من الذي اكتشف موهبة ذياب مشهور

Bildresultat för ‫ذياب مشهور‬‎


الفنان صالح النجار كان اول من اكتشف موهبته في الغناء ثم التقى بالفنان الكفيف يوسف الجاسم ” ابو حياة ” واستزاد من خبرته في المقامات الموسيقية واصول الغناء ، استمر على هذا الحال حتى عام 1968 وهو العام الذي انتهى به من اداء خدمة العلم ليشد الرحال الى دمشق املا بالحصول على فرصتة بالغناء كما اسلفنا ، اضطر وقتها للعمل في ملهى الجوهرة الليلي بأجر عشر ليرات سورية في الليلة ، ساقته الظروف بعد ذلك للإلتقاء بالموسيقار عبد الفتاح سكر وعرض عليه الأخير المشاركة في حفل عام ومباشر مشترطا عليه ان يجهز اغنية خفيفة يستسيغها الجمهور ،قدم يومها من كلماته والحانه اغنيته الشهيرة ” طولي ياليلة ” ، واتبعها بعد ذلك بتسجيل اول اسطوانة له وكانت اغنية ” يا شوقي لو مريت خذني بطريقك ” ، نهاية الأمر حقق الحلم الذي ظل يراوده طويلا وتم تصنيفه كمطرب في اذاعة دمشق بعد ان تخطى وبنجاح اختبار لجنة تقييم الاصوات التي كانت تضم وقتها موسيقيين كبار امثال نديم درويش و عزيز غنام وعمر نقشبندي.

Bildresultat för ‫ذياب مشهور‬‎
” دموع ذياب..“

الوصول للنجاح و الشهرة تسبقه بعض المؤشرات والدلائل عادة ، وهذا ماعاشه ذياب مشهور عندما وجد نفسه في احد الأيام يغني في حفل خاص بنادي الضباط في دمشق بحضور الرئيس حافظ الاسد وضيفه الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات ، يومها اشاد الرئيس الأسد بأدائه وجمال صوته واوعز لوزير اعلامه انذاك محمد اسكندر بالإهتمام ورعاية هذه الموهبة والتأكيد على تحسين و تقوية البث التلفزيوني في منطقة دير الزور ليتمكن اهل بلده من الاستماع الى اللون الغنائي الذي يقدمه ، تلك اللحظة لم يتمكن مشهور من مغالبة دموع الفرح على هذا التحول في حياته بعد معاناة و كفاح حتى حظي بهذه الإشادة التي كان يتمناها الكثيرون.


ذياب مشهور والاغنية الفراتية

Bildresultat för ‫ذياب مشهور‬‎

الى اذاعة دمشق لم يكن مفروشاً بالورود بالنسبة لشاب فقير قادم من محافظة دير الزور يحلم بأن يغني خلف ميكروفون الإذاعة السورية التي كانت هاجساً لكل من يطمح بتحقيق الشهرة عبر أثيرها، معاناة من نوع مختلف و قاس عاشها تلك الفترة من اواخر ستينيات القرن العشرين ، فالحدائق العامة كانت ملاذه للنوم عندما لم يكن يملك اجرة مبيت بالفندق ، والخبز اليابس أصبح وجبته اليومية بعد ان استدل على صاحب احد المطاعم واخذ يتردد عليه بشكل يومي طالبا منه وبخجل واضح فضلات الخبز اليابس بحجة إطعام الخروف ، ليصبح فتات الخبز هذا وجبته الرئيسية بعد ان ” ينقعه ” بالماء يومياً حتى يسهل أكله ، ولأن الضربة التي لا تقصمك تقويك ، تحقق حلمه ليصبح وبعد ثلاث سنوات المطرب المشهور «ذياب مشهور» الذي أسعد بصوته محبيه على امتداد الوطن العربي عبر مسيرة استمرت لأكثر من اربعين عاما صاحبها أضواء و شهرة لتنتهي اّخر الأمر الى انه لازال يسكن بالإيجار في أحد أحياء العاصمة السورية دمشق !.
Bildresultat för ‫ذياب مشهور‬‎

حكايته مع الغناء بدأت عام 1958 وهو في سن الثانية عشرة من العمر ، من خلال الأعراس و الأفراح بمسقط رأسه بلدة ” موحسن ” التابعة لمحافظة دير الزور وكان متأثرا وقتها بالفنان العراقي الحضيري ابوعزيز ، انتهز فرصة تأسيس نادٍ للفنون في البلدة وبمصاحبة فرقة موسيقية خاصة بالنادي اخذ يحيي الحفلات و يصدح بالمواويل والأغاني التراثية المعروفة على مستوى شرق سوريا ، حظي ذياب بعد ذلك بفرصة ثمينة عندما اعتلى مسرح دارسينما الفؤاد في منطقة الدير عام 1962 ليغني امام جمهور مختلف هذه المرة ،ولأن من يطلب الشهد لن يسلم من وخز النحل ، كان ذياب مشهور ومع نهاية كل حفل يقدمه يواجه بعقاب بدني من والده الذي حاول ان يثنيه عن هذا الطريق مرارا وبشتى السبل لكن دون فائده.

الاثنين، 27 أغسطس 2018

ياسر المصري في ذمة الخلود

Bildresultat för ‫ياسر المصري‬‎

فقدت الساحة الفنية الأردنية مساء أمس (الخميس)، الممثل ياسر المصري الذي توفي إثر حادث سير في مدينة الزرقاء شمال شرقي العاصمة عمان عن عمر ناهز 48 عاما.

وقال نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب: «ياسر المصري انتقل إلى رحمته تعالى في مستشفى الزيتونة في الزرقاء بعد تعرضه لحادث سير في ضاحية مكة في الزرقاء»، وفقا لما نقلته صحيفة «الرأي» الأردنية.

وأضاف: «الفن الأردني خسر اليوم بوفاة الفقيد ياسر المصري أحد أعمدته، الذي كان له حضور كبير على الساحتين المحلية والعربية».

ولد المصري في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 وحصل على بكالوريوس العلوم الموسيقية من الأكاديمية الأردنية للموسيقى.

بدأ مشواره الفني في سبعينات القرن الماضي من باب المسرح، فقدّم مسرحية «كلاكيت» بمهرجان مسرح الشباب، الذي نظمته رابطة الفنانين الأردنيين.

ونال شهرته من خلال المسلسل التلفزيوني البدوي «نمر بن عدوان» ليشارك بعد ذلك في عشرات المسلسلات مثل «ذي قار» و«زمان الوصل» و«دعاة على أبواب جهنم» و«الفرداوي» و«الطوفان» و«رجال الحسم».

اتسع نطاق شهرته مع ذهابه إلى مصر حيث شارك في فيلم «كف القمر» مع المخرج خالد يوسف، والذي عرض في 2011، والجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» الذي جسد فيه دور الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

نال المصري جائزة الدولة التشجيعية عام 2009 مناصفة مع الممثل منذر رياحنة.
Bildresultat för ‫ياسر المصري‬‎



الأحد، 19 أغسطس 2018

تعرف على مي سكاف

Relaterad bild

توفيت الممثلة السورية المعارضة مي سكاف في العاصمة الفرنسية باريس يوم 23 يوليو/تموز 2018 قبل بلوغها الخمسين من العمر بعد أن اضطرت إلى ترك بلدها عام 2013.
وذكرت بعض الأنباء أن سبب الوفاة سكتة دماغية بينما لم تصدر الجهات الرسمية في فرنسا بيانا عن سبب الوفاة.
وجاءت وفاتها في الغربة وهي التي كانت تتمنى أن تموت في سوريا وتدفن فيها حيث عبرت في مايو/أيار الماضي عبر صفحتها على فيسبوك عن خشيتها من الموت في الغربة بقولها: "ما بدي موت برات سوريا.. بس". كما جاء موتها بعد أربعة أشهر من وفاة شقيقتها لمى وشهر ونصف فقط من وفاة والدتها في دمشق.
وقفت مي سكاف إلى جانب المتظاهرين والاحتجاجات منذ بدايتها مما وضعها في مواجهة مباشرة مع السلطات.

موهبة مبكرة

درست مي في جامعة دمشق بكلية الآداب وخلال هذه المرحلة برزت موهبتها في التمثيل حيث لعبت دور البطولة في فيلم "صهيل الجهات" للمخرج ماهر كدو عام 1991 عندما كانت طالبة جامعية.
وبعدها توالت الأدوار التي لعبتها مي والتي تميزت بالتعقيد والعمق، حيث اختارها المخرج المعروف عبد اللطيف عبد الحميد لبطولة فيلم "صعود المطر" لتكتسب مزيدا من الشهرة والنجومية.
كما اختارها المخرج الراحل نبيل المالح لبطولة مسلسل "أسرار الشاشة".
الممثلة الراحلة ترعرت في بيئة لها علاقة مباشرة بالمسرح والسياسة فزوج خالتها هو الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس الذي يعتبر من رواد المسرح في سوريا والعالم العربي. وخالتها هي الممثلة السابقة فايزة شاويش.
ربما نسي الناس أبرز وجوه ونشطاء المظاهرات التي انطلقت في مختلف المدن السورية قبل أن يختفي هؤلاء أما في غياهب السجون أو الانكفاء بعد سيطرة التيارات الاسلامية والمتطرفة على الحراك السوري وكانت مي سكاف من بين أوائل الفنانين الذي شاركوا في المظاهرات فدفعت ثمنا باهظا لذلك.
فقد تعرضت أول مرة للاعتقال في صيف 2011 مع عدد من الممثلين والفنانين الذين كانوا يستعدون للخروج في مظاهرة.
واحيلت إلى ما يسمى بمحكمة "الإرهاب" التي وجهت إليها العديد من التهم، منها المس بأمن الدولة.
اثر تعرضها للمضايقات والتهديدات ومقاطعة شركات الانتاج الفني لها بسبب موقفها مما يجري في بلدها، اضطرت برفقة ابنيها إلى مغادرة سوريا إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013.
ونعتها شخصيات معارضة سورية وصفتها بـ "أيقونة الثورة" و "الفنانة الحرة".
قبل اندلاع المظاهرات المناهضة للحكم في سوريا 2011 كانت لمي مواقف واضحة من مسألة الحريات العامة والقمع والاستبداد، ولم تتوان عن التعبير عن موقفها المعارض للحكم.
ففي حوار مطول للشاعر السوري نوري الجراح عام 2013 معها تحدثت مي عن نشأتها وقالت: "أبي عدنان سكاف الحلبي المسلم توفى بسبب مرض عضال وكنت ما أزال في سنتي الأولى. رباني جدي يوسف شاويش الذي أنجب من جدتي هيلانة بنتا وابنا، تربينا كلنا في منزله. هذه الابنة أحبت مؤلفا مسرحيا بحكم مهنتها كممثلة يدعى سعدالله ونوس، عاشا في بيت جدي سبع سنوات، عشنا جميعا في هذا البيت الفقير، الغني بالحب والثقافة والإبداع والوطنية التي لا تعرف ما هو الاستبداد. أنا مي سكاف .. لا أعرف أنا ماذا؟ وسأظل لا أعرف إلا معنى واحداً ووحيداً: يسقط الاستبداد".
وكان أخر ما كتبته مي يوم 21 يوليو/تموز على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك يعبر عن استمرارها في موقفها المناهض لحكم الرئيس السوري بشار الأسد: "لن أفقد الأمل ... لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

Bildresultat för ‫مي سكاف‬‎