الاثنين، 10 أكتوبر 2016

رحيل الفنان يوسف العاني ( الجزء الثاني )

Bildresultat för ‫يوسف العاني‬‎

وفي المرحلة الثانية بدت مسرحيات العاني أكثر نضجا ودربه فنية لاسيما بعد تعرفه على المسرح الملحمي لدى برخت وتأثره به، ومن أبرز أعماله في هذه المرحلة "المفتاح" و "الخرابة" و"صورة جديدة" و"الشريعة" و"الخان".
وارتبط اسم العاني بفرقة المسرح الفني الحديث، احدى ابرز الفرق المسرحية في العراق، التي اسسها بالاشتراك مع الفنان الراحل إبراهيم جلال عام 1952.
وقد وصفه الناقد المسرحي المصري الدكتور علي الراعي في كتابه السينما والمسرح في الوطن العربي الصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية بأنه "ضمن لنفسه شرطيّ توفيق الحكيم: الموهبة والاستمرار، وزاد عليهما شيئا آخر مهما، و هو التمثيل؛ فهو أقرب من غيره إلى رجل المسرح".
رافق العاني السينما في العراق منذ بداياتها الاولى وكان العنصر الفاعل وراء ولادة أحد أهم الأعمال الواقعية في السينما العراقية وهو فيلم"سعيد أفندي" الذي أخرجه كاميران حسني عام 1957، المأخوذ عن قصة شجار للكاتب العراقي أدمون صبري، وقد مثل العاني الدور الرئيسي فيه كما كتب حوار الفيلم.
ومن أفلامه الأخرى "المنعطف" للمخرج الراحل جعفر علي عن رواية خمسة أصوات لغائب طعمة فرمان و"ابو هيلة" و"المسألة الكبرى" لمحمد شكري جميل، و"بابل حبيبتي" لفيصل الياسري و "ليلة سفر" لبسام الوردي وفيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي كتب العاني ومثل في العديد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية ومنها "رائحة القهوة" و"عبود يغني" "بلابل" "ثابت أفندي" وغيرها.
وشارك العاني عضوا في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المسرحية العربية، كما ترأس لسنوات طويلة المركز العراقي للمسرح، وكرم عام 1987 في مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس بوصفه أحد رواد المسرح في المنطقة العربية.
وامتدت حياة العاني الفنية على مدى أكثر من نصف قرن، وارتبط باسمه عدد من ابرز المحطات في الحياة الفنية العراقية في المسرح والسينما والتلفزيون، ويحلو للبعض أن يطلق عليه لقب "فنان الشعب" الذي جسد همومه وآماله في أعماله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق