الخطوة التالية التي كان يسعى اليها ذياب مشهور ان تُسمع اغانيه في البلاد العربية ، الأردن كانت الانطلاقة الأكبر بالنسبة له ، فبعد ان شارك كمطرب مع دريد ونهاد في مسلسل ” صح النوم ” الجزء الأول الذي تم تصويره في بيروت 1972، عاد ليشارك في الجزء الثاني من سلسلة ”صح النوم“ في السهرة التلفزيونية ” ملح وسكر ” وهو من انتاج التلفزيون الأردني وبثت هذه السهرة في عيد التلفزيون الأردني الخامس مساء 27/4/1973 وغنى في ” ملح وسكر ” اغنيتين هما ” ع المايا ” ويابوردين ” ومن خلالهما حقق نجاحاً كبيراً لدرجة ان هاتين الأغنيتين كانتا تتردان على مسامع الناس في اليوم التالي من خلال الاذاعة الأردنية ومحلات الكاسيت التي كانت شائعة تلك الأيام بالرغم من ان مطربين اّخرين أقدم منه شاركوا في هذه السهرة مثل فهد بلان و موفق بهجت و طروب الا انه خطف الأضواء يومها وبجدارة ، الذي يعلق في الذاكرة ان الأغاني التي قدمها مشهور في ” صح النوم ” و ” ملح وسكر ” كانت في مشاهد له داخل السجن باعتباره يؤدي دور سجين يمتلك صوتاً جميلاً يغني لأصحابه المساجين ومنها بات يُطلق عليه تحبباً ” مطرب المساجين ” ، لم تنته علاقة ذياب مشهور مع الأردن عند هذا الحد وظهر في الجزء الثالث من مسلسل ” صح النوم ” والذي تم تصويره في استوديوهات التلفزيون الأردني في العام 1973 أيضاً وغنى في هذا العمل ” هلا عيني ” و ” تلعي ” ، عام 1974 كان احد ضيوف حلقات البرنامج الاستعراضي ” عالم الاستعراض ” انتاج التلفزيون الاردني واخراج حسيب يوسف وغنى في هذا البرنامج الذي كان يقدمه الفنان عبد المنعم ابراهيم اغنية ” خدك ورد ” ، في اواسط السبعينات شارك مع الفنان الأردني محمدوهيب في مجموعة من الأمسيات الغنائية التي كان يقيمها النادي الأهلى الأردني في مدينة الملاهي التابعة للنادي في منطقة ” رأس العين ”.
” مطرب الأغنية الفراتية.. ”
وضع المشهور ذياب نصب عينه في ان يتبنى رسالة نشر الأغنية الفراتية في البلاد العربية وعلى مستوى العالم ، وطاف يغني على مسارح العديد من الدول العربية وأميركا واوروبا واسيا ليُعَرِّف بالغناء الفراتي الذي تشتهر به مدينة دير الزور التي ينتمي اليها ، تحمل في سبيل ذلك تكاليف مادية باهظة حتى استنفد كل ما ادخره من اموال ، ولأنه استحق وبجدارة لقب ”سفير الأغنية الفراتية“ و ” مطرب الأغنية الفراتية ” ورغم انه بقي أسير هذا اللون ولم يحاول كغيره ان ينوِّع في الوان الغناء مما كان له الأثر السلبي على استمراره في مجال الغناء ، الا انه كان هو الأجدر بتعريف الناس بالغناء الفراتي والعقبات التي تعترض هذا الفن ، تحدث بخصوص ذلك في برنامج ” وينك ” الذي يقدمه الاعلامي السعودي ” محمد الخميسي ” ، وعن حالة التداخل بين الغناء العراقي و الغناء الفراتي وخصوصية كل منهما يوضح ذياب مشهور ان الغناء الفراتي من حيث الكلام اوضح من الغناء العراقي و ان الحزن في الأغنية الفراتية أقل حدِّه من الأغنية العراقية التي تصل لحالة التطرف بالحزن اغلب الأحيان ، ويرى مشهور انه ونظرا لحالة التشابه هذه حاول المزج بين هذين اللونين في العديد من اغنياته ، حول هذا الموضوع أيضاً تحدث باحثون و نقاد عن الأغنية الفراتية و شجونها ومنهم من يؤيد رأي ذياب مشهور ان الأغنية الفراتية أكثر فرحا نظراً لأنه تم ارشفتها وتدوينها من خلال حفلات الاعراس التي هي مرحة وراقصة بطبيعة الحال ، الباحث عبد القادر عياش ومن خلال كتابه ” غزليات من الفرات ” يؤكد ان ندرة التدوين المكتوب للتراث الغنائي الفراتي واعتماد التدوين مشافهة ومن على السنة كبار السن المعمرين ادى لضياع الكثير من هذا الفن ، رغم كل ذلك يبقى للأغنية الفراتية سمة تميزها عن الكثير من الأغاني العربية وهي انها غير مقلدة لغيرها حالها كحال الأغنية العراقية ، تبقى الإشكالية التي تعانيها الأغاني الفراتية ندرة الأصوات التي تحمل على عاتقها الترويج لهذا الفن مثل ذياب مشهور الذي هو اكثر من تحمل هذا العبء رغم انه لم يكن يجيد القراءة والكتابة مما كان سيساهم في خدمة رسالته اكثر ، برز بعض الأصوات في سوريا ممن حاولوا تقديم الغناء الفراتي امثال جمعه مطر و محمد عثمان و عصام بشير و اسعد الجابر و سمير النوري الا انها لم تكن بمستوى تجربة ذياب مشهور والذي هو بدوره انسحب من ساحة الغناء وتوقف مع بداية التسعينات باستثناء بعض المشاركات المتقطعه حتى كان اعتزاله النهائي عام 2004 الذي ادى به فريضة الحج ولم يعد يغني سوى في الجلسات الخاصة التي تجمعه بالأصدقاء و المحبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق