وذكرت بعض الأنباء أن سبب الوفاة سكتة دماغية بينما لم تصدر الجهات الرسمية في فرنسا بيانا عن سبب الوفاة.
وجاءت وفاتها في الغربة وهي التي كانت تتمنى أن تموت في سوريا وتدفن فيها حيث عبرت في مايو/أيار الماضي عبر صفحتها على فيسبوك عن خشيتها من الموت في الغربة بقولها: "ما بدي موت برات سوريا.. بس". كما جاء موتها بعد أربعة أشهر من وفاة شقيقتها لمى وشهر ونصف فقط من وفاة والدتها في دمشق.
وقفت مي سكاف إلى جانب المتظاهرين والاحتجاجات منذ بدايتها مما وضعها في مواجهة مباشرة مع السلطات.
موهبة مبكرة
درست مي في جامعة دمشق بكلية الآداب وخلال هذه المرحلة برزت موهبتها في التمثيل حيث لعبت دور البطولة في فيلم "صهيل الجهات" للمخرج ماهر كدو عام 1991 عندما كانت طالبة جامعية.وبعدها توالت الأدوار التي لعبتها مي والتي تميزت بالتعقيد والعمق، حيث اختارها المخرج المعروف عبد اللطيف عبد الحميد لبطولة فيلم "صعود المطر" لتكتسب مزيدا من الشهرة والنجومية.
كما اختارها المخرج الراحل نبيل المالح لبطولة مسلسل "أسرار الشاشة".
الممثلة الراحلة ترعرت في بيئة لها علاقة مباشرة بالمسرح والسياسة فزوج خالتها هو الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس الذي يعتبر من رواد المسرح في سوريا والعالم العربي. وخالتها هي الممثلة السابقة فايزة شاويش.
ربما نسي الناس أبرز وجوه ونشطاء المظاهرات التي انطلقت في مختلف المدن السورية قبل أن يختفي هؤلاء أما في غياهب السجون أو الانكفاء بعد سيطرة التيارات الاسلامية والمتطرفة على الحراك السوري وكانت مي سكاف من بين أوائل الفنانين الذي شاركوا في المظاهرات فدفعت ثمنا باهظا لذلك.
فقد تعرضت أول مرة للاعتقال في صيف 2011 مع عدد من الممثلين والفنانين الذين كانوا يستعدون للخروج في مظاهرة.
واحيلت إلى ما يسمى بمحكمة "الإرهاب" التي وجهت إليها العديد من التهم، منها المس بأمن الدولة.
اثر تعرضها للمضايقات والتهديدات ومقاطعة شركات الانتاج الفني لها بسبب موقفها مما يجري في بلدها، اضطرت برفقة ابنيها إلى مغادرة سوريا إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013.
ونعتها شخصيات معارضة سورية وصفتها بـ "أيقونة الثورة" و "الفنانة الحرة".
قبل اندلاع المظاهرات المناهضة للحكم في سوريا 2011 كانت لمي مواقف واضحة من مسألة الحريات العامة والقمع والاستبداد، ولم تتوان عن التعبير عن موقفها المعارض للحكم.
ففي حوار مطول للشاعر السوري نوري الجراح عام 2013 معها تحدثت مي عن نشأتها وقالت: "أبي عدنان سكاف الحلبي المسلم توفى بسبب مرض عضال وكنت ما أزال في سنتي الأولى. رباني جدي يوسف شاويش الذي أنجب من جدتي هيلانة بنتا وابنا، تربينا كلنا في منزله. هذه الابنة أحبت مؤلفا مسرحيا بحكم مهنتها كممثلة يدعى سعدالله ونوس، عاشا في بيت جدي سبع سنوات، عشنا جميعا في هذا البيت الفقير، الغني بالحب والثقافة والإبداع والوطنية التي لا تعرف ما هو الاستبداد. أنا مي سكاف .. لا أعرف أنا ماذا؟ وسأظل لا أعرف إلا معنى واحداً ووحيداً: يسقط الاستبداد".
وكان أخر ما كتبته مي يوم 21 يوليو/تموز على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك يعبر عن استمرارها في موقفها المناهض لحكم الرئيس السوري بشار الأسد: "لن أفقد الأمل ... لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق