مرسي جميل عزيز
موسيقار الحروف..جواهرجي الألفاظ ..فكهاني المعاني ..شاعر الألف
أغنية
امتطى جواد الشعر..
داعبه.. عانقه.. حفظ توازنه، ملك الحروف والكلمات.. فانطلقت الأغنيات.. هادئة..
وهادرة.. قفزت كل السدود والحدود.. وروت قصصا وحكايات.. وسكنت قلوبا عاشقة فباركت
عشقها.
ولد مرسى جميل عزيز
فى 9 يونيو 1921 بمحافظة الشرقية مدينة الزقازيق.. والده الحاج جميل مرسى من كبار
تجار الفاكهة.. وقد مكنه من أن يشبع ميوله واهتماماته الأدبية والفنية. ظهرت ميوله
لكتابة الشعر فى سن الثانية عشرة وكان قد حفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، كما
حفظ المعلقات السبع كاملة وقرأ لكثير من الشعراء يتقدمهم بيرم التونسى، كذلك تأثر
بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغانى الشعبية واستوعبها.
كتب أول قصيدة شعرية
وكان عمره اثنى عشر عاماً، وكانت فى رثاء أستاذ له.
حصل شاعرنا على شهادة
البكالوريا عام 1940 والتحق بكلية الحقوق.. تزوج فى عام 1946 وأنجب ابنا واحداً
وثلاث بنات.
يقول اللواء مجدى ابن
شاعرنا الكبير مرسى جميل عزيز: لم يعتمد مرسى جميل عزيز فى كتاباته على موهبته
الثرية أو ملكاته فقط.. ولكنه درس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربى
الحديث والقديم، وكذا الأدب العالمى وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية. عندما أنشىء معهد
السينما فى عام 1963 التحق بالمعهد وحصل على دبلوم فى كتابة السيناريو.. كما درس
المسرح وأصول الدراما وحرفية السينما.. كان مرسى جميل عزيز شغوفاً بالقراءة
والدراسة والمعرفة.. أى سؤال يوجه إليه يتحول إلى كتاب يقول لك اسمه واسم مؤلفه،
حتى تحصل على إجابتك ....
قدمت الإذاعة أول
أغنية لمرسى جميل عزيز بعنوان «الفراشة» فى عام 1939 ولحنها الموسيقار رياض
السنباطى.. ولكن الجماهير تعرفت عليه بعد ما قدمت الإذاعة أغنية «يامزوق ياورد فى
عود» التى تغنى بها المطرب عبدالعزيز محمود.. وقال فيها مرسى جميل عزيز..
يامزوق ياورد ف عود
والعود استوى
والكحل ف عينيك السود
جلاب الهوا
يضيف اللواء جميل مرسى جميل عزيز: البارز
الأساسى فى شخصيته طوال حياته هو دعوته للحياة والحب والأمل.. وأهم ملامح شخصيته
«المصرية الخالصة» بمعناها الأصيل والحضارى.. فهو المصرى بصورته النقية الراقية
جذوره تمتد فى أعماق التربة.. فاهم جوهر الشخصية المصرية ودارس لتراثها.
على صفحات كتاب «خطوات فى النقد» للأديب
والناقد الكبير يحيى حقى وتحت عنوان «الأغنية جديرة بالدراسة الأدبية».. كتب يحيى
حقى يقول: من الظلم ألا يُدرس مرسى جميل عزيز..
كشاعر مرهف الحس، بارع الإشارات.. حلو
العبارة ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد.. أنه يعبر
عن الحب أدق تعبير.. وعن الجنس بأجمل الكتابات.
أنظر إلى الفتاة عنده.. أنها تبث همها إلى
أمها.. هذه المناجاة تشعر من خلالها بطبيعة الفتاة وأشجانها.. فقد كتب مرسى جميل
عزيز..
يامه القمر على الباب..
نور قناديله
هل تصدق أن هذه المناجاة الرقيقة بين البنت
وأمها والقمر على الباب يطلب ودها والتى شدت بها فايزة أحمد.. تعرضت لأزمة شديدة فى
عام 1957؟!
بدأت الأزمة عندما تقدم البعض لمدير الإذاعة
آنذاك بتقرير مطول يطلبون فيه بضرورة منع إذاعة هذه الأغنية!!.. وقال التقرير: إن
الأغنية ناجحة.. ولكن كلماتها فيها خطورة على البنات الصغيرات والمراهقات لما تحمله
من معانٍ تفتح عيون البنات وربما تخدش الحياء العام بما تحمله من جرأة فى التعبير!!
كنت أقرأ هذه العبارات فى أحد مجلدات مجلتنا
«صباح الخير» القديمة.. لم أصدق نفسى.. وتساءلت: ماذا سيكون موقف هؤلاء وماذا عن
الإذاعة الآن مما تبثه من كلمات وعبارات وأغنيات؟!!
وفى نفس المجلد القديم عثرت على كلمات للمفكر
والأديب عباس محمود العقاد قال فيها: عندما أذيعت أغنية مرسى جميل عزيز الشهيرة
«يامه القمر على الباب» حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، ولكنها تعرضت للهجوم من
البعض بدعوى أن فيها جرأة.. ولكن الحقيقة أن فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد
الشعر العربى.. وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد «فايزة أحمد» بتلك الكلمات
فبأى كلمات ستفتح؟!
اهتم مرسى جميل عزيز بالأغنية وشأنها العام..
ونظر إليها كقضية مهمة يتبناها ويدافع عنها. فى حوار قديم عبر الأثير.. قال مرسى جميل
عزيز: الأغنية هى أهم وأخطر الفنون جميعاً، فهى التى تشكل الوجدان والأحاسيس وترتقى
بالمشاعر وتربى الانتماء وتؤكد الهوية.
اقتباس من موقع منتدى طرب سماعي
يتبع
,,,,,,,,,,,,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق