عوض دوخي
عوض فرحان دوخي، من مواليد 1932 في الشرق في مدينة الكويت توفي في 17 ديسمبر 1979، مغني كويتي سابق، تأثر بغناءه بالموسيقار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم
ويذكر الفنان الراحل عوض دوخي فيقول: "عندما كان عمري أربعة عشر عاماً ركبت البحر على سفن الغوص مع النوخذة عبدالرحمن بن عثمان تباباً، وفي العام الذي تلاه مع علي بن خميس غواصاً وكان معي أخي الأصغر يوسف، وفي أثناء الرحلة كنت أستمع للفنون البحرية بأنواعها والأصوات من المطربين والنهامين فكنت أتعلم وأحفظ منهم الغناء والعزف على الطبل البحري، وفي عام 1947 طلبني النوخذة يوسف بن يعقوب للسفر معه بحاراً فقلت له أنا ماني بحار أنا مطرب فنظر إليّ متعجباً من كلامي واشترط أن يسمعني وأنا أغني وأعزف على العود أمام البحارة يوم الجمعة القادمة فوافقت، وكان الخجل يتملكني من مواجهة الجمهور وأي جمهور كلهم بحارة فواجهت الموقف بإصرار وتحد وغنيت أمامهم صوت (ياغصين البان) فوافق النوخذة وبحارته فوراً وذهبت معهم مطرباً وكنت فرحاً جداً"·
وفي عام 1947 بعدما رجع عوض دوخي من رحلة الغوص، افتتحت في الكويت أول إذاعة تجريبية وكانت تسمى إذاعة (شيرين) وغنى فيها عوض أول تسجيل له وكانت أغنية صوت (يشوِّقني برق) وكان عوض يعشق فن وغناء الفنان البحريني محمد ابن فارس وضاحي بن وليد وتأثر بهما كثيراً وكانت أغنيته المفضلة صوت (قريب الفرج يادافع الهم والعسر) من كلمات وألحان عبدالله الفرج وغناء وتطوير الفنان البحريني الراحل محمد ابن فارس·
لقد تأثر الفنان عوض دوخي كثيراً بالفنان ضاحي بن وليد ومحمد بن فارس حيث غنى لهما مجموعة من الأصوات، وفي لقاء معه في مجلة "عالم الفن" الكويتية أجراه معه الصحافي القدير صالح الغريب قال عوض دوخي رحمه الله: "بحكم السن لم أتقابل مع الفنان ضاحي بن وليد، أما الفنان محمد بن فارس فأذكر أني شفته مرة واحدة وكنت صغيراً في ذلك الوقت" أما عن الصوت البحريني فقال عوض دوخي: "الصوت البحريني توقف عند الفنانين محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد، ولم يأت من بعدهم من يقوم بالحفاظ على تراث الصوت عامة في الخليج علماً بأن الصوت البحريني هو امتداد للصوت الكويتي ومن هنا كان لزاماً عليَّ أن أقوم ببعض الواجب تجاه هذه الأصوات خوفاً عليها من الضياع والاندثار"·
يعتبر الفنان عوض دوخي أحد أبرز من غنى الصوت في المدرسة الكويتية الحديثة· وحول رأيه في الصوت الكويتي له اعتبارات كثيرة ومن أقواله عن الصوت الكويتي: "الصوت الكويتي له مدرسة خاصة تمثلت في الفنان رائد الموسيقى في الخليج وفي الكويت عبدالله الفرج وتلاميذه مثل خالد البكر ويوسف البكر، ابراهيم بن يعقوب ومحمد بن سمحان وجاء بعدهم عبداللطيف الكويتي، محمود الكويتي، وعبدالله الفضالة ثم جاء بعدهم سعود الراشد وأحمد الزنجباري ومازال الصوت الكويتي يواصل مسيرته إذ لا خوف على الصوت الكويتي من الضياع والاندثار"·
كما تأثر الفنان عوض دوخي بأغاني السيدة كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي مع ملاحظة أنه لم يترك أصالته الفنية المتمثلة في عشقه وحبه للفنون الشعبية الكويتية الأصيلة، فقد كان يذهب إلى الفرق الشعبية وخصوصاً فرقة ابن حسين البحرية التي تؤدي أغاني البحر ويشارك معهم في الغناء ويستزيد منهم في حفظ الفنون البحرية والنهمة، وكان يتردد على فرقة المرحومة الفنانة عودة المهنا أم الفنانين من دون مواعيد وكان يزورها دائماً في بيتها ليحفظ الكثير من أغاني الفنون الشعبية الأصيلة كالخماري والنجدي وغيرهما من الفنون الأخرى·
وفي عام 1956 عندما أنشئ مركز رعاية الفنون الشعبية، أخذ المركز على عاتقه دعوة كل الفنانين الكويتيين والفرق الشعبية آنذاك وكان من ضمنهم الفنان عوض دوخي لتسجيل الأغاني الكويتية وحفظها من الضياع والاندثار وامكانية الاستفادة من الأغاني للأجيال اللاحقة وفعلاً سجل عوض دوخي الكثير من الأغاني والتي بقيت تراثاً لنا مازلنا نستمع اليها ونستمتع لسماعها·
وفي عام 1959 بعدما جاءت الفرقة الموسيقية للإذاعة كانت أول أعمال الفنان عوض الدوخي التي سجلت صوت (يا من هواه) والتي كانت بداية انطلاقته الفنية الحقيقية وبعدها أخذ اسم الفنان عوض الدوخي يشتهر كملحن ومطرب·
وفي عام 1960 غنى الفنان عوض الدوخي أغنيته الرائعة (ألا يا صبا نجد) من كلمات عبدالله ابن الدمينة وهو شاعر من شعراء العرب القدامى وألحان الفنان الكبير الملحن أحمد الزنجباري والذي استخدم نهجاً جديداً في صياغته اللحنية لأغاني الصوت الكويتي الحديث حيث أدخل عليه الفواصل الموسيقية المحددة، والصولوهات للآلات الفردية واستخدام السكتات الموسيقية، والمقدمة الموسيقية·
وفي أعياد الاستقلال لدولة الكويت تفاعل الفنان عوض دوخي مع المناسبة الوطنية وقدم أغنية (الفجر نوّر ياسلام، وسط القلوب، يا كويتنا) والتي ظلت هذه الأغاني تذاع كل يوم لمدة أربع سنوات تقريباً بناء على طلب الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح·
ثم قدم الكثير من الأغاني الوطنية مثل "أبدي باسمك ياكويت، رايات الفرح، عادت الأفراح، قصر دسمان" وغيرها من الأغاني الوطنية·
كما أن لعوض دوخي أغنية (باركوا يا أحباب) والتي مازالت تتردد حتى الآن وتعتبر هذه الأغنية من أغاني الأعياد العامة، إلا أن أداء عوض دوخي في هذه الأغنية تجده مميزاً ويعطيك إحساساً بالفرح والخفة والمرح··· بالإضافة إلى التطريب في اللحن الخفيف·
لقد كان عوض دوخي فناناً مميزاً في ألحانه وأدائه وخصوصاً البحة التي في صوته والتي ميزته عن غيره من المطربين الآخرين وتقدّم كل أنواع الأغاني المختلفة القوالب، كأغاني الصوت، الأغنية العاطفية، الوطنية، أغاني البحر والنهمة، السامري، أغاني المناسبات كالأعياد، فترك بصمة بارزة في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية خاصة والأغنية العربية عامة على مدى حياته الفنية، والتي أثرى فيها المكتبة العربية بأغانيه مثل (يا من هواه- صبا نجد- طال الصدود- الغيرة سبايب- لا تخاصمني- مستحيل- يابوفهد- الفجر نوّر- صوت السهارى- أغاني أم كلثوم الذي أضاف لها أداءه الغنائي الكويتي المميز- والكثير من الأغاني المختلفة القوالب بالإضافة إلى أغاني البحر مثل أغاني النهمة- يا ساهر الليل- وغيرهما·
كلمات والحان يوسف دوخي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق