ازدهار اغنية السبعينات

 ازدهار اغنية السبعينات

في كل بلد من بلدان العالم حين يكون هناك انتعاش اقتصادي وحريات سياسية ينعكس ذلك ايجابيا على الشعب بأكمله في حرية التعبير , في بداية السبعينيات من القرن الماضي كان هناك انتعاش اقتصادي في العراق بالصناعة والزراعة والسياحة فأخذت الاغنية العراقية منعطفا اخر فأصبحت مسيسة  تعني ماتقول بشكل او بآخر . ان فترة السبعينات هي الفترة الذهبية ليست فقط  للاغنية العراقية فحسب وانما في شتى المجالات كالسياحة كما تغنى بها الفنان داوو العاني في اغنية ,,, يازاير بلدنا شوف آثاره الجميلة ,, وفي مجال الزراعة غنت الفنانة وحيدة خليل مع مطربي الريف عبد الواحد جمعة وجواد وادي اسمها ,, ياارضنا ياارضنا احنا لها وهي لنا ,, يالله حرثوها وازرعوا ,, منتوجها بيه الغنى ياارضنا كما غنت الفنانة مائدة نزهت اغنية ( حاصودة وبيدي المنجل ) من الحان الفنان كوكب حمزة وغنى فؤاد سالم ( ياعشكنا ) من الحان حميد البصري فكانت اكثر الاغاني تتغنى بالزراعة لكثرة المحاصيل الزراعية وانتعاش الفلاح العراقي اقتصاديا .  برزت اسماء  وفنانين وملحنين  وكتاب اغنية راقية  في تلك الفترة مطربين وملحنين وشعراء من الدرجة الاولى  فأنقلبت رأسا على عقب لانها طاقات فنية واعية سياسيا  تهتم بالشأن الداخلي للمواطن العراقي  , منهم  المطرب  حسين نعمة , قحطان العطار , فاضل عواد , سامي كمال , كمال محمد ,, فؤاد سالم ,, سعدون جابر , ستار جبار وهو نجل الفنان جبار ونيسة , حميد منصور ,  ومن الملحنين  امثال كوكب حمزة , كمال السيد , محسن فرحان , محمد جواد اموري , محمد نوشي  , محسن فرحان  وشعراء امثال ذياب كزار ( ابو سرحان )  , عريان السيد خلف  , اسماعيل محمد اسماعيل , كريم العراقي , ,كاظم الرويعي , زامل سعيد فتاح ,  فهؤلاء العمالقة هم الذين رفعوا الاغنية العراقية الى القمة بعيدة عن لونها الشرقي في فترة  الستينات والتي تطرقنا لها آنفا من قبل فأن  اجتمعوا معا في لحن اغنية تعطي صورة من اجمل صور حياة الانسان العراقي  فقد لحن الفنان الراحل كمال السيد اغنية ( المكير ) للمطرب ياس خضر فكانت ومازالت من روائع الاغنية العراقية ,, والمطرب حسين نعمة ظهر في  بداية السبعينيات بصوته الجنوبي الرخيم العذب والذي كان متأثرا كل التأثير بالمطرب داخل حسن باغنية ( يانجمة ) كلمات الشاعر الغنائي كاظم الركابي  والحان المبدع كوكب حمزة وبعدها اغنية ( يابنادم ) من كلمات ذياب كزار ( ابو سرحان ) والحان كوكب حمزة و (ياحريمة ) كلمات ناظم السماوي والحان محمد جواد اموري . وهكذا استمرت الاغنية العراقية بفضل مبدعيها من الملحنين والشعراء والذين تركوا بصمتهم في ترسيخها عند المستمع العراقي , ولم ننسى احدى اغاني تلك الفترة للفنان سعدون جابر والتي كانت اكثر اشتهارا اغنية ( ياطيور الطايرة ) كلمات زهير الدجيلي والحان الفنان كوكب حمزة فوضع بها كوكب حمزة  بعده السياسي وبمثابة شكوى من الظروف السياسية التي تمنعه من العودة الى وطنه الام .

واغنية  (افيش بروج الحنية ) الحان للفنان كوكب حمزة ايضا غناء سعدون جابر  . وللشاعر الغنائي عريان السيد خلف غنى له المطرب قحطان العطار اغنية ( بالكيف ) فكانت اول اطلالة  له للجمهور العراقي  وبعدها  غنى ( لوغيمت دنياي )  من كلمات عريان السيد خلف والحان محسن فرحان ,واغنية ( يكولون غني بفرح ) كلمات جبار الغزي والحان محسن فرحان وله  للفنان محمد جواد اموري اغنية ( فرح ياهل الفراح شراي بيعوني ) واغنية ( يافيض ) للشاعر الغنائي كاظم الرويعي والحان محسن فرحان , واغنية ( شكول عليك ) كلمات زامل سعيد فتاح والحان محسن فرحان , وبرز ايضا نجم فاضل عواد بأغنية ( لاخبر )من الحان حسين السعدي  و ( يانجوم صيرن كلايد  من الحان محمد جواد اموري , وهكذا استمرت الاغنية العراقية بأستقلاليتها وهويتها الوطنية العراقية . هنا وبشكل خاص اريد ان اسلط الضوء على احد المغيبين الحاضرين  الفنان سامي كمال الذي اشتهر في اوائل السبعينات من ضمن مطربي تلك الفترة فلحن له من كبار الملحنين كوكب حمزة وكمال السسيد وتعامل مع شعراء امثال كريم العراقي و كاظم اسماعيل الكاطع واسماعيل محمد اسماعيل من الذين غير معروفين من بين كتاب الاغنية العراقية لانه من المغيبين ,, انا شخصيا تربطني به علاقة اجتماعية عائلية من خلال زوجي , فبعد زواجي وانتقالي الى مدينة السماوة التقيت بأسماعيل محمد اسماعيل في بيتنا مع الشاعر كريم العراقي والفنان قحطان العطارفي سنة 1975 فبعد حملة الاعتقالات التي شنها النظام السابق  ضد المعارضة الوطنية  في سنة 1978 غادراسماعيل محمد اسماعيل  العراق فبقي في المنافي دون استقرار كسائر العراقيين  فأستقر به المقام في الولايات المتحدة الامريكية في نهاية التسعينات بعد نضالا شاقا من العذاب وعائلته معا فكان انسانا متواضعا محبا لشعبه وناسه ومازال يتنقل مابين بلد الاستقرار والسماوة التي ضحى من اجلها ولا يستطيع الاستغناء عنها , فله الكثير من الاشعار مازلت احتفظ بهما  منذ خروجي من العراق لحد يومنا هذا ,, فكتب اغنية للفنان سامي كمال في اوائل السبعينا ت من القرن الماضي  اسمها رايح يارايح وين والحائزة على جائزة افضل اغنية في عام 1976-1977 والذي لحنها الفنان الراحل كمال السيد وهو من منحه اسمه الفني فلقبه بسامي كمال , تقول كلماتها ..

رايح يارايح وين ياويلي  يابويه  
وبياهي اوصيك يابويه
لا لا وحق الشوق ياويلي يابويه
وملوحة البيك يابوية يابوية

لااكدر اروح وياك,,,لاكدر اظل وانساك 
لاكدر اخليك , ياويلي يابويه

انا من اشوف اثنين ,,خل يضحك الخل ,,
انهت  واغيب وياه ,, وانسى اهلي والكل

وبطيف الاكيك ياويلي يابابويه
,,,

لو وجهك يهل عيد ,,, للعيد رايح ,,, 
تلبس كحلها العين ,, وتهل روايح

وبضحكة ادفيك

,,,,

ويلي شحلات الصوت ,, لو باسمك يصيح ,, 
مني القلب ينشال ,, وي روحي ويطيح ,,
ويليمتى اتانيك ياويلي يابوية

هذا هو ابداع العراقيين حينما يجتمعون في اغنية ما او لحنا يعطي معنا للكلام اضافة الى صوت المطرب الذي يوصل المعنى الحقيقي  للمستمع مباشرة  , من ضمن اصوات فترة السبعينات هناك صوت شجي ودافئ انه صوت كمال محمد الذي  طالما تغنينا بغنائه الجميل امثال ( ردي بينا ) واغنيته الاكثر اشتهارا ( معاتبين ) فتعامل مع كبار الملحنين منهم عبد الحسين السماوي محسن فرحان كمال السيد ياسين الراوي ومحمد جواد اموري ,, ومن كبار الشعراء منهم كاظم الركابي جبار الغزي ..

كذلك ستار جبار من احدى الاصوات المميزة التي ظهرت في سماء الاغنية العراقية ومن اشهر اغانيه  ( مهضومه شدات الورد ) التي نالت شهرتها في الوسط الفني واغنية ( افز بالليل ) من كلمات عريان السيد خلف والحان  محمد جواد اموري فكان اول لحن له فاشتهر بها وانطلق الى عالم الغناء وبعدها توالت عليه الالحان من الكثير من الملحنين فغنى اغنية

تمر بيه ولاجنها تعرف اسمي ومشينا مرار

تمر بيه ولاجن بقلبها هواي ليه اسرار

العواذل والغرب حنت عليه وعالهوى نشدت

وهي تمر ولا جنها تعرف اشصار

من الحان الفنان الراحل كمال السيد  ..الى هنا نتوقف الى هذا المرور السريع لمطربي تلك الفترة الذهبية فترة السبعينيات ,,,,, انتهى  

بقلم سوسن خضير

المطرب الراحل ستارجبار
تمر بيه