ما حدث هو أن كامل الشناوي وقع في غرام مطربه ناشئة اسمها نجاة الصغيرة ... وقام بتلميعها وتقديمها للوسط الفني ... وقام برعايتها حتى اشتهرت واصبحت نجمه ... وقبل أن يعلن حبه لها ... قامت هي ودعت الوسط الفني لعيد ميلادها ... وفي الحفلة ... وقع نظر كامل الشناوي بالصدفة على نجاة مع نجم مشهور في منظر غرامي (يقال سمير صبري) ... لم يفعل شيئا ... انسحب بهدوء الى شقة الملحن بليغ حمدي ... والذي كانت شقته عباره عن ديوانيه مفتوحه 24 ساعه ... جلس في البلكونة وكتب قصيدته الشهيرة لا تكذبي : لا تكذبي إني رايتكما معا ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا ما أهون الدمع الجسور إذا جرى من عين كاذبة فأنكر وادَّعى !!إني رايتكما إني سمعتكما عيناك في عينيهِ في شفتيهِ في كفيهِ في قدميهِ ويداكِ ضارعتان ترتعشان من لهفٍ عليهِ تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ تلذعني بسوطٍ من لهيبِ !!بالهمسِ , بالآهاتِ , بالنظراتِ ,باللفتاتِ, بالصمتِ الرهيبِ !!ويشبُ في قلبي حريقْ ويضيعُ من قدمي الطريقْ وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني وتشدُ أذني !!.. فلطالما باركت كذبك كلهولعنتُ ظني ماذا أقول لأدمع ٍ سفحتها أشواقي إليك ماذا اقول لأضلع ٍ مزقتها خوفا عليكِ أأقول هانت أأقول خانت أأقولها لوقلتها أشفي غليلي يا ويلتي لا ، لن أقولَ أنا ، فقولي لا تخجلي لا تفزعي مني فلستُ بثائرٍِ انقذتني من زيفِ احلامي وغدرِ مشاعري. فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره فكسرتهِ ! ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره فغفرتهِ كوني كما تبغينَ لكن لن تكوني فأنا صنعتك من هوايَ ومن جنوني ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون ما يثير الشفقة هو انها لم تعتذر له و لم تبكي له ... ولكنه تخيل انها فعلت ذلك ... حفاظا على كرامته ربما ... وتلقف الموسيقار عبدالوهاب الأغنية ولحنها وغناها على العود ... ثم استأذنت نجاة الصغيرة كامل الشناوي لغنائها !! فسمح لها ... ولا نعلم ان كانت تدري أو لا تدري ... ثم قام عبدالحليم حافظ بغناء الأغنية أيضا ... والأغنية موجوده بأصواتهم جميعا بالأسواق. كامل الشناوي كتب قصائد شهيرة غناها فريد الأطرش وعبدالحليم .. أذكر منهم (حبيبها) (عدت يا يوم مولدي)(لست قلبي) ... والكثير غيرهم ومن أجمل أبياته من وجهة نظر النقاد..... كيف يا قلب ترتضي طعنة الغدر في خشوع
غيب الموت اليوم الفنان سمير يزبك عن 77 عاما بعد صراع مع المرض، غنى خلالها المواويل الى جانب عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي مثل وديع الصافي، نصري شمس الدين، صباح، جوزيف عازار، عصام رجي وغيرهم.
والراحل مطرب وملحن لبناني اشتهر بصوته الجميل، ولد عام 1939 في بلدة رمحالا - قضاء عاليه (جبل لبنان) وهو من الناعمة وبدأ مسيرتة الفنية عن عمر 16 عاما.
وكانت طفولته في منطقة برج البراجنة حيث كان اهله يسكنون، وكان يزور بيت عمه في بلدة الناعمة، اما في بلدة رمحالا فكان بيت جده.
تعلم في مدرسة مار الياس شويا، وكان يرتل مع فرقة الكنيسة في القداديس، وكانت والدته تتمتع بصوت جميل وهي من حفظته موال "عشنا يا ليلى"، فمن الطبيعي ان فن الغناء عاش في داخله، والله منحه صوتا جميلا، فكان اينما وجد يدندن ويغني من عمر 7 سنوات، وكان كل من يسمعه يشيد بقوة وحنو صوته، وبعدها دخل المعهد الموسيقي "الكونسرفتوار"،، وفي الوقت نفسه عمل مزين في صالون جوزيف عتيق للنساء، وفي احدى الايام جاءت السيدة فيروز الى الصالون وكان يسرح شعرها، فقال لها: "اريد ان اسمعك صوتا على المسجلة، واسمعها الصوت فذهلت واعجبت جدا، فقال لها: ان هذا الصوت هو صوت سمير الذي يقوم بتمشيطك، وفورا اخذته السيدة فيروز الى الرحابنة وبدأ العمل معهم في الكورال سنة 1961، ويقول انه يفتخر "بهذه المرحلة التي افادتني جدا واثقلتني صوتا وموسيقى".
ثم تقدم الى اذاعة لبنان بأغنية الراحل وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما"، وفاز بالمرتبة الاولى، وطبعا تابع في الكونسرفتوار ودرس على آلة العود.
ومن هنا بدأت مسيرتهي الفنية بأول اغنية وهي للشاعر الراحل زين شعيب "طول غيابك يا حلو"، و"روحي وروحك يا حلو"، واغنية "يا مصور صور".
وفي العام 1963 تعرف الى الملحن الكبير روميو لحود واصبحت بطل مسرحياته، وفي معظمها في بعلبك وبيت الدين والارز، ومن هذه المسرحيات الغنائية: الشلال، والقلعة والفرمان وغيرها، وبقيت معه حتى العام 1970.
ومن الستينات الى العام 1975 كانت المرحلة الذهبية، وعند نشوب الحرب الاهلية، ذهب الى سوريا حيث كرم بشكل كبير من سوريا الدولة والشعب الذي كان يردد اغنياته بشكل كبير ورائع.
وكانت اغنية دقي دقي يا ربابة هي الاحب الى قلبه، وهي من كلمات والحان روميو لحود حازت على شهرة عربية وعالمية، مع العلم ان اغنية اسأل علي الليل يا حبيبي من الاغنيات المهمة جدا ولكنها لم تأخذ حقها الكامل، كما انه من الاوائل في الموشحات والمواويل اضافة الى ان اغنية موجوع، رددت بشكل كبير وما زالت حتى اليوم تحظى باهتمام الاذاعات.
سمير يزبك فنان كبير توقف صوته قبل عدة سنوات من وفاته لكن أغانيه بقيت في حناجر محبيه في لبنان والعالم العربي.
وفاة الفنان المصري محمد كامل بعد صراع مع المرض ! الثلاثاء 27 ـ 07 ـ 2016 توفي الفنان المصري محمد كامل بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72عاما . وقال نقيب الممثلين في مصر، أشرف زكي ، إنّ الفنان الراحل كان يتلقى العلاج
في أيامه الأخيرة بمستشفى المعادي العسكري ، فيما تتلقى أسرته العزاء بمسجد عمر مكرم الخميس . محمد كامل من مواليد 3 يونيو 1944 حاصل على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية ،
وعمل في العديد من المسلسلات التلفزيونية حيث قام بأدوار مساعدة
في مسلسلي أرابيسك ، وزيزينيا وشارك وتألق في دور وكيل النيابة في فيلم المغتصبون
مع الفنانة ليلى علوي ودور الصحافي الشهير في فيلم جاءنا البيان التالي ،
وفي مسلسل شارع عبد العزيز مع الفنان عمرو سعد . شارك بالسينما في أفلام أحلام هند وكاميليا ، مبروك وبلبل ، وسواق الأوتوبيس
وحب في الزنزانة ومسلسل "قضية معالى الوزيرة " مع إلهام شاهين ومسلسل " عباس الأبيض
فى اليوم الأسود " ومسلسل " الليل وأخره " مع يحيى الفخراني وشارك أيضًا
كتبت الشاعرة الكبيرة( نازك الملائكة) عام 1959 بحثا بعنوان
(العطشوالتعطش في الاغاني العراقية). وفي الحقيقة ان البحث القيم الذي جاد به قلم شاعرتنا الكبيرة ركز على ابيات الدارمي او ما سمي (غزل البنات) والذي ورد في البستات والاغاني التراثية العراقية والتي حازت على استحسان العراقيين وتجاوبت مع ذائقتهم الفنية ودليلنا على ذلك ان الاجيال تناقلتها من جيل لآخر،حتى وصلتالينا ولازالت تشكل خزينا متوهجا في الذاكرة الغنائية لشعبنا الابي. و عطش الروح عادة هو نوع او صورة من صور الحرمان يحاكي العطش الجسمي المعروف للماء فكلاهما هو تعبير عن حالة حرمان، فمثلما يرتوي الشخص العطشان بعد شربه للماء فان الصورة الفيزياوية لهذه الحالة تتطابق مع الشخص المحب الذي تواصله الحبيبة فتحصل لنفسه او روحة ايضا حالة ارتواء بسبب الوصل هذا، وهكذا احسن وصفا ومن قال تلك الابيات وعبر عن حالة الحرمان العاطفي بالعطش الروحي . وبعد التطور والنهوض الحضاري الذي حصل في العراق عقب كتابة البحث آنف الذكر وخاصة في سبعينات القرن المنصرم ومارافق ذلك من تطور في الشعر الغنائي وصوره لكننا لازلنا نرى ان هذه المفردات بقيت تترد في العديد من كتابات شعراء الاغنية خاصة السبعينية، حيث بقي التعبير عن الحرمان العاطفي بمفردة (عطش الروح )وما يشتق عنها من كلمات مقاربة في المعنى .فها هو الفنان( فاضل عواد) يغني في شوك الحمام للشاعر ذياب كزار( ابو سرحان) يل الماي وين النبع مدفون بالشفة فالصورة هنا واضحة حيث يسأل الماء ويقول له اين النبع الذي سأرتوي منه هل هو مدفون في شفة الحبيب؟و التي ماؤها جوازيا اي تقبيلها سيروي ظماه العاطفي اما صورة المحب الذي يتصور ان احبابه قد زرعوه في ارض يباب( هيمة )اي تركوه بلا وصل ولا تواصل فهو كمن يزرع زرعا في ارض يابسة ويحجب عنه الماء كما جاء ذلك في اغنيةمطلعها : يكلون غني بفرح وآنه الهموم غناي ابهيمة زرعوني ومشوا وعزوا علي الماي والتي يغنيها (قحطان العطار) والتي كتب كلماتها الشاعر( جبار الغزي ) و ان الفنان (حسين نعمة) حينما غنى من كلمات الشاعر( كامل العامري) اغنية( جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي) حيث جاءت مفردة عطش الروح فيها كما يلي ذبلان كلبي شكثر وانت العطش والماي والهجر جودر غفل والروح عطشانة
تتباين أغاني الحصاد في الريف العراقي ، تبعاً لتباين مناطقه الجغرافية، وجنس المنشد من حيث كونه ذكراً أو أنثى . والمعروف أن أغاني الرجل ويسمى الحاصِد أو الحاصود يردده جميع المشاركين بعملية الحَصاد رجالاً ونساء أما إنشاد الأنثى، وتسمى الحاصِدة أو الحاصودة فيقتصر تريدده على النسوة ويلتزم الرجال جانب الصمت ، ومع ذلك فأن طرب وغناء الحاصدة يبعث في نفوسهم النشاط والحيوية .
وأشهر أغاني الحصاد في الريف العراقي هي من أنواع : المَيْمَر والتَجْليبَه والمَواليه والهَلابَه والشُومَلي والبَكْرَة والهَلييه
وطبقاً للمعلومات الوادة في كتاب الطرب عندالعرب لمؤلفه الأستاذ عبد الكريم العلاف بطبعته الثانية لسنة ١٩٦٣ ، فإن غناء الميمر هو بحر من بحور الشعر السريع ينظم بأربعة أشطر ثلاثة منها متحدة القافية مختلفة المعنى والرابع يختتم بقافية الراء الساكنة غالباً. وغناء التجليبه هو من بحور شعر الهزج، وقاعدته أن ينظم المستهل أولاً وهو شطران من روي واحد ثم تنظم أربعة أشطر أُخرى ثلاثة منها بقافية واحدة والرابع يختتم بقافية المستهل . وغناء المواليه من بحور الشعر البسيط وقاعدة نظمه، أن ينظم شطران على قاعدة غناء التجليبه ثم تنظم ثلاثة أشطر متحدة القافية والرابع من يختتم بقافية المستهل . أما غناء الهلابة فهو من بحر شعر الوافر وقاعدة نظمه كقاعدة المواليه . وغناء الشوملي من بحر الرجز وينظم بأربعة أشطر تلاثة منها بقافية واحدة والرابع يختتم بقافية المستهل . أما غناء البكرة فهو من بحر الهزج وقاعدة نظمه هي كقاعدة نظم الشوملي . وغناء الهَلييه هو من بحر شعر الوافر وينظم بأربعة أشطر ثلاثة منها بقافية واحدة والرابع بقافية المستهل . والبحث الذي بين أياديكم يستعرض بعض الأنواع التي ورد ذكرها في التقديم
أنا اسمي إلياس بودن من تونس. أنا موسيقي وعازف على العود وطالب بالسنة الثانية دكتوراه في الموسيقى والعلوم الموسيقية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس. لقد أنجزت سنة 2004 رسالة الأستاذية في الموسيقى والعلوم الموسيقية من المعهد العالي للموسيقى بتونس حول المطرب السوري صباح فخري عنوانها: صباح فخري مسيرته الفنية وإسهامه في تواصل وترسيخ التّراث الغنائي العربي وتحليل لنموذج من أعماله وهو قصيدة ”قل للمليحة في الخمار الأسود“ وتحصّلت من خلالها على ملاحظة حسن جدا مع شكر أعضاء اللجنة. ولإنجاز هذه الرسالة بصفة جيّدة سافرت إلى سوريا بصفة خاصة وتعرّفت على الفنان صباح فخري بصفة شخصية وذهبت إلى منزليه بدمشق وحلب ورحّب بي ترحابا جيّدا مدّة أسبوعين وذلك في مارس آذار 2004 وقد أعطاني جميع المعلومات المطلوبة من كتب ومراجع وأغاني لهذا البحث، كما زارني ببيتنا بتونس في ماي 2004 وأكتوبر 2005 وجوان 2009. ومن خلال هذا البحث المتواضع ألممت أهمّ مراحل حياة المطرب والفنّان الحلبي صباح فخري في نشأته وتكوينه وإنتاجه ومستواه الفنّي بصفة عامة، ووقفت على أهمّ المحطّات الفاعلة في حياته حتى فهمت شخصيّته الفنّيّة وما قام به من أعمال لفائدة الموسيقى العربيّة الأصيلة والإضافات الّتي دعّم بها الرّصيد الموسيقي العربي. فالتكوين الّذي تحصّل عليه هذا المطرب وتفتّحه على تجارب الآخرين هو الّذي فتّق مواهبه ليقدّم لنا هذا السيّل الزاخر من الأعمال الغنائيّة الّذي حاولت جرده وتصنيفه لأتبيّن أسلوب هذا الفنّان ومواقع القوّة في تعامله مع التّراث في شتّى أشكاله وقوالبه من قصائد ومواويل وأدوار وقدود وموشّحات وأغان وغيرها. وقد أبرزت كذلك مساهمات هذا المطرب الحلبي في ترسيخ وتواصل التّراث الغنائي العربي وقمت بدراسة قصيدته الشهيرة ”قل للمليحة في الخمار الأسود“ دراسة تحليليّة شملت الكلمة واللّحن والإيقاع للوقوف على أهمّ ملامح مميّزات هذا المطرب الصّوتية والفنّيّة الإبداعية من بينها اجتهاده في التّلوين والزخرفة والبراعة في الأداء، فلاحظت ثراء كبيرا وتنوعا واضحا بين أغانيه الّتي لقيت رواجا كبيرا في العالم جعلت منه مدرسة غنائية عريقة تتلمذ على نهجها العديد من المطربين العرب. واستخلاصا لكلّ ما سبق فإنّ تجربة الفنّان صباح فخري تعتبر رائدة لما أظهره من عزيمة ومثابرة للوصول إلى أرقى المراتب. وقد كان لعطاءاته الموسيقيّة المتميّزة الّتي وضعها في خدمة الحركة الموسيقيّة العربيّة، ولإسهاماته الفنّيّة خلال نصف قرن من الزّمن ولجهوده في المحافظة على التّراث الغنائي العربي، ولما حباه الله به من موهبة وإبداع كلّ ذلك قد جعل منه علما من أعلام الموسيقى السّوريّة وقطبا من أقطاب الموسيقى العربيّة الّذين طبعوا بأعمالهم الحركة الفنّيّة خلال النصف الثّاني من القرن العشرين. وبحقّ يمكننا القول أنّ المطرب صباح فخري ساهم مساهمة فعليّة في مسيرة الحركة الفنّيّة في الوطن العربي وفي انماء ذوق فنّي رفيع المستوى لدى المستمع العربي من المحيط إلى الخليج من خلال ما قدّمه من قوالب غنائيّة تراثيّة حرص على حفظها وتوثيقها للأجيال القادمة لتبقى صورة لعصر ونموذجا يساعد الدّارس لتقييم إنتاجات هذا الزّمن.كما وصلت في دراسة هذا المطرب الحلبي دراسة علمية أكاديمية فأنا بصدد إنجاز رسالة دكتوراه في العلوم الثقافية اختصاص الموسيقى والعلوم الموسيقية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس حول صباح فخري عنوانها ”الأداء الغنائي للنص الشعري العربي عند صباح فخري دراسة تحليلية للتقنيات والأساليب“ وذلك بالسنة الثانية خلال 2009-2010. كما قدّمت في جانفي 2008 ببرنامج إذاعي في إذاعة تونس الثقافية حول رسالة الأستاذية سنة 2004 وقد تحدّث المطرب صباح فخري عن هذه الرسالة، كما تمّت دعوة هذا الفنان سنة 2009 بإذاعة موزاييك ف.م التونيسية بتاريخ 4 جوان 2009 وقد تحدّث هذا المطرب صباح فخري عن هذه الرسالة.
رحلت الفنانة اللبنانية نهاوند يوم 28 ,11, 2014 عن عمر 81 عاماً، وهي التي تألقت فنياً في نفس زمن الشحرورة صباح وكانت صديقتها. ولدت المطربة في العام 1933، اسمها الأصلي لارا كيروز، وعرفت بالإسم الفني "نهاوند" لعذوبة صوتها، حيث بدأت حياتها الفنية مع فرقة الإذاعة الموسيقية في بيروت. ومن أبرز أعمالها قصيدة (أين ياليل) التي قيل أنها لحنتها بنفسها. و ذاعت شهرة نهاوند في بغداد في الخمسينات، وتنقلت بين مسارح بيروت ودمشق وعمان.
وفي عام 2002 منحتها عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية السيدة اندريه لحود باسم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وسام الاستحقاق اللبناني تعبيراً عن تكريم الرئيس لحود لكبار المبدعين اللبنانيين الذين ساهموا في اطلاق الفن اللبناني وتحديداً الاغنية اللبنانية لتصل الى المراتب العالمية .
وقبل سنوات قليلة أطلت نهاوند على جمهورها ومحبيها، في "مهرجان جبيل" واعادت اغانيها القديمة بتوزيع جديد.
على الرغم من أن المعلومات شحيحة عن المطربة نهاوند خاصة انها اختفت لزمن طويل ، الا ان اغنياتها ما زالت عالقة في ذاكرة العراقيين ويتغنون بها لاسيما من الجيل الذي يمكن ان نصفه بـ (القديم) والذي يصفها بانها (عراقية بغدادية) كونها اجادت الغناء البغدادي ونجحت واشتهرت في ارجاء الوطن العربي به ، فقد رحلت الفنانة اللبنانية نهاوند عن عمر 81 عاماً، ومن الغريب ان موتها تزامن مع رحيل المطربة الكبيرة صباح حيث تألقت المطربتان فنياً في زمن واحد وكانتا صديقتين.
آراء عراقية وقد لحن لها الفنان رضا علي مجموعة من الأغاني أتسمت بطابع الأغنية العراقية فطبقة شهرتها الافاق، وخاصة بعد ان غنت اغنية (يبايابا شلون عيون عندك يابا ،واهل البلد مايدرون عنك يابا) التي احدثت قفزة كبيرة في الاغنية البغدادية حينما غنتها في اذاعة بغداد عام 1954، فنالت شهرة واسعة بسببها، والاغنية كتب كلماتها الشاعر الغنائي الكبير(سيف الدين ولائي) ولحنها الملحن والفنان الكبير (رضا علي) . وانطلقت من بغداد لتسمو في فضاءات الفن العريي، فتنقلت بين مسارح بيروت ودمشق وعمان ، وسجلت لأذاعات هذه العواصم مجموعة من أغانيها الملحنة خصيصاً لها كما تعاقدت معها اذاعة الشرق الأدنى، واعتبرتها من بين الصفوة المختارة من المطربات اللاتي تعاقدت معهن، وسجلت لها شركة بيضا فون عدداً من الأسطوانات. -
للراحلة تجربة سينمائية حيث شاركت في الغناء في فيلم «كأس العذاب» مع فاتن حمامة واخراج حسن الامام . اطلق عليها اسم (نهاوند) تيمنا بأحد اجمل المقامات الوسيقية وهو مقام (النهاوند) لانه كانت (ذات صوت شجي يمتاز ببحة خفيفة لكنه صوت غني بالشجن يندر ان نعثر عليه عند غيرها من الفنانات) ، كما انها (تمتاز بصوت هاديء مغلف بالحزن والشجن والعاطفة) وانها تأثرت بالمطربة السورية ماري جبران وأصبحت مغنية على هدى موهبتها وفطرتها.
ولو فتشنا في قسمنا واعني به( قسم العراق) الحبيب لوجدناه يكاد ان يكون خاليا من مثل هذا النوع من المعرفة الفنية ان ما اقصده هنا ليس غناء المقامات وبستاتها فهي تغنى على اسس وقواعد معروفة وانما الذي اعنيه هي الاعمال الغنائية منذ ان ظهرت كغناء بغدادي في اوائل الثلاثينات على يد الملحن القدير صالح الكويتي واخيه داود . وبعد ان جاءت نهاية الاربعينات ومن ثم العقد الخمسيني باكمله ظهر على الساحة الفنية للاغنية البغدادية ملحنون كبار قدموا عصارة فكرهم الموسيقي في تلحين اغان لازال العديد منا يترنم بها لقد كانت حقا اسماء لامعة برزت في مجال الموسيقى والالحان وهم كل من 1- سمير بغدادي(وديع خوندة) الذي يعتبر الرائد في هذا المجال فلحن لزوجته الفنانة مائدة نزهت اغنيات خالدات من اشهرها اغنية( نسمات) والتي اعتبرها انا من القمم لاغنيات الصبح التي كانت اذاعة بغداد تشنف بها اسماعنا في صباحات العراق الزاهية ولم تقتصر الحانه على الفنانين العراقيين فقد لحن لوديع الصافي اغنية( مع غياب الشمس جابولي الخبر انو حبيب القلب ناوي ع السفر) ولصباح اغنية( ليش بتزعل ليش بتغار قلنالك ميتين مرة انت الجنة وانت النار)و لحن ايضا لنور الهدى ولآخرين 2- احمد الخليل : الذي لحن لمائدة نزهت اغنيتها التي اطلقت شهرتها كمطربة متمكنة وهي اغنية آگولن آه والتوبة والعشرات من الاغاني الناجحة لمطربين آخرين 3-جميل سليم : الذي لحن اجمل موشح لفرقة الانشاد وهو
(مداكِ ما لا يحصر حدث عنه العنبر سمراء ودَ كلُ شيءٍ ان ينادى اسمر) 4- رضا علي :الذي لحن العديد من الاغاني للمطربين العراقيين والعرب مثل( ميكفي دمع العين)( والله وياك روح تمهل بحبك) لفائزة احمد و(يبابا شلون عيون عندك يابا) لنهاوند و(وحدك ملت الروح) لسميرة توفيق و(على ضيك ياگمر على ضيك) لحفصة حلمي ولمطربين آخرين وهنالك اسماء لا معة اخرى لحنت اغنيات خالدات مثل (عباس جميل وخليل محتار وكريم بدر) وآخرين مثل المطرب والملحن القدير يحيى حمدي الذي لحن اشهر قصيدة غنائية في مدح الرسول الكريم الا وهي (ياجيرة البان) من شعر( ابن معتوق) ومن غناء المطربة القديرة( نرجس شوقي)
حيث يقول في ابيات منها ياجيرة البان لابنتم ولا برحتْ ---تبكي عليكم سوراً أعين الديَمِ ما احرم النوم اجفاني وحرُمهُ ---الا تغيبكم يا حاضري الحرمِ صبراً على كل مرٍ في محبتكم---يا املح الناس ما احلى بكم المي رفقاً بصبٍ غدت فيكم شمائله ---مشمولة منذ اخذ العهد بالقدمِ اما ملحنو الاغنية السبعينية ومن اشهرهم( طالب القره غولي) الذي لحن العديد من الاغاني اللواتي اشتهرن ايما شهرة مثل( ليل البنفسج وچذاب وروحي وزرازير البراري ) وغيرها الكثير والملحن محمد جواد اموري الذي ملا الساحة السبعينية بالعديد من الالحان مثل( ياحريمة) و(عد وآنه اعد) و(انا ياطير) وأخريات كثيرات تلألألن في ؤسماء الفن العراقي وكوكب حمزة الذي لحن الاغنية الشهيرة على مستوى العراق والوطن العربي واعني بها( يا طيور الطايرة )وكذلك اغنيات اخر مثل (هم ثلاثة للمدارس يروحون) و(حاصودة ) اما( كمال السيد )فقد قدم لحنا اشتهر لاغنية( المگير) وغيرها ورابعهم هو محسن فرحان الذي لحن العديد من الاغاني الناجحة مثل (غريبة الروح ) اذن ما احرى بقسمنا ان يرعى فيه عملية النقد الفني والتقييم فنانون واساتذة لهم باع طويل في اسلوب وطريقة وضع الالحان الموسيقية لاعمالنا الغنائية الخالدة
شاعر من أهم شعراء الألم والمعاناة هو العراقي بدر شاكر السياب. تفيض قصائده رقة ومعانيه عذوبة تنساب رقراقة من بين براثن الألم وقسوة المكابدة. له قصيدة هي الأثيرة عندي كتبها قبل وفاته بوقت قصير.
الباب تقرعه الرياح
الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
الباب ما قرعته كفك
أين كفك و الطريق
ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
الباب ما قرعته غير الريح
آه لعل روحا في الرياح
هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
هي روح أمي هزها الحب العميق
حب الأمومة فهي تبكي:
"آه يا ولدي البعيد عن الديار
ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق!!!"
أماه, ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق, و لا نوافذ في الجدار
كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار!!!
كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون
و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار!!!
الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
أماه ليتك ترجعين
شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
قسمات وجهك من خيالي
أين أنت أتسمعين
صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
من ليالي السهاد