كتبت الشاعرة الكبيرة( نازك الملائكة) عام 1959 بحثا بعنوان
(العطش والتعطش في الاغاني العراقية).
وفي الحقيقة ان البحث القيم الذي جاد به قلم شاعرتنا الكبيرة ركز على ابيات الدارمي او ما سمي (غزل البنات) والذي ورد في البستات والاغاني التراثية العراقية والتي حازت على استحسان العراقيين وتجاوبت مع ذائقتهم الفنية ودليلنا على ذلك ان الاجيال تناقلتها من جيل لآخر،حتى وصلت الينا ولازالت تشكل خزينا متوهجا في الذاكرة الغنائية لشعبنا الابي. و عطش الروح عادة هو نوع او صورة من صور الحرمان يحاكي العطش الجسمي المعروف للماء فكلاهما هو تعبير عن حالة حرمان، فمثلما يرتوي الشخص العطشان بعد شربه للماء فان الصورة الفيزياوية لهذه الحالة تتطابق مع الشخص المحب الذي تواصله الحبيبة فتحصل لنفسه او روحة ايضا حالة ارتواء بسبب الوصل هذا، وهكذا احسن وصفا ومن قال تلك الابيات وعبر عن حالة الحرمان العاطفي بالعطش الروحي .
وبعد التطور والنهوض الحضاري الذي حصل في العراق عقب كتابة البحث آنف الذكر وخاصة في سبعينات القرن المنصرم ومارافق ذلك من تطور في الشعر الغنائي وصوره لكننا لازلنا نرى ان هذه المفردات بقيت تترد في العديد من كتابات شعراء الاغنية خاصة السبعينية، حيث بقي التعبير عن الحرمان العاطفي بمفردة (عطش الروح )وما يشتق عنها من كلمات مقاربة في المعنى .فها هو الفنان( فاضل عواد) يغني في شوك الحمام
للشاعر ذياب كزار( ابو سرحان)
يل الماي وين النبع
مدفون بالشفة
فالصورة هنا واضحة حيث يسأل الماء ويقول له اين النبع الذي سأرتوي منه هل هو مدفون في شفة الحبيب؟و التي ماؤها جوازيا اي تقبيلها سيروي ظماه العاطفي
اما صورة المحب الذي يتصور ان احبابه قد زرعوه في ارض يباب( هيمة )اي تركوه بلا وصل ولا تواصل فهو كمن يزرع زرعا في ارض يابسة ويحجب عنه الماء
كما جاء ذلك في اغنيةمطلعها :
يكلون غني بفرح وآنه الهموم غناي
ابهيمة زرعوني ومشوا وعزوا علي الماي
والتي يغنيها (قحطان العطار) والتي كتب كلماتها الشاعر( جبار الغزي )
و ان الفنان (حسين نعمة) حينما غنى من كلمات الشاعر( كامل العامري) اغنية( جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي)
حيث جاءت مفردة عطش الروح فيها كما يلي
ذبلان كلبي شكثر وانت العطش والماي
والهجر جودر غفل والروح عطشانة
وفي الحقيقة ان البحث القيم الذي جاد به قلم شاعرتنا الكبيرة ركز على ابيات الدارمي او ما سمي (غزل البنات) والذي ورد في البستات والاغاني التراثية العراقية والتي حازت على استحسان العراقيين وتجاوبت مع ذائقتهم الفنية ودليلنا على ذلك ان الاجيال تناقلتها من جيل لآخر،حتى وصلت الينا ولازالت تشكل خزينا متوهجا في الذاكرة الغنائية لشعبنا الابي. و عطش الروح عادة هو نوع او صورة من صور الحرمان يحاكي العطش الجسمي المعروف للماء فكلاهما هو تعبير عن حالة حرمان، فمثلما يرتوي الشخص العطشان بعد شربه للماء فان الصورة الفيزياوية لهذه الحالة تتطابق مع الشخص المحب الذي تواصله الحبيبة فتحصل لنفسه او روحة ايضا حالة ارتواء بسبب الوصل هذا، وهكذا احسن وصفا ومن قال تلك الابيات وعبر عن حالة الحرمان العاطفي بالعطش الروحي .
وبعد التطور والنهوض الحضاري الذي حصل في العراق عقب كتابة البحث آنف الذكر وخاصة في سبعينات القرن المنصرم ومارافق ذلك من تطور في الشعر الغنائي وصوره لكننا لازلنا نرى ان هذه المفردات بقيت تترد في العديد من كتابات شعراء الاغنية خاصة السبعينية، حيث بقي التعبير عن الحرمان العاطفي بمفردة (عطش الروح )وما يشتق عنها من كلمات مقاربة في المعنى .فها هو الفنان( فاضل عواد) يغني في شوك الحمام
للشاعر ذياب كزار( ابو سرحان)
يل الماي وين النبع
مدفون بالشفة
فالصورة هنا واضحة حيث يسأل الماء ويقول له اين النبع الذي سأرتوي منه هل هو مدفون في شفة الحبيب؟و التي ماؤها جوازيا اي تقبيلها سيروي ظماه العاطفي
اما صورة المحب الذي يتصور ان احبابه قد زرعوه في ارض يباب( هيمة )اي تركوه بلا وصل ولا تواصل فهو كمن يزرع زرعا في ارض يابسة ويحجب عنه الماء
كما جاء ذلك في اغنيةمطلعها :
يكلون غني بفرح وآنه الهموم غناي
ابهيمة زرعوني ومشوا وعزوا علي الماي
والتي يغنيها (قحطان العطار) والتي كتب كلماتها الشاعر( جبار الغزي )
و ان الفنان (حسين نعمة) حينما غنى من كلمات الشاعر( كامل العامري) اغنية( جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي)
حيث جاءت مفردة عطش الروح فيها كما يلي
ذبلان كلبي شكثر وانت العطش والماي
والهجر جودر غفل والروح عطشانة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق