قال أن تهبي معي الى أنقرة ,, ثم استطرد
قائلا , وهناك سوف تلتقين برؤسائي الذين اعمل لحسابهم وسوف يعطوونك تفاصيل عملك
الجديد وكل ماتطلبينه من اموال ,
لكن اصفهان أخبرته انها لايمكنها ان تذهب الى
انقرة لأن ذلك يعني ضرورة مرورها عبر لبنان وسوريا وقد تقابل احدا من قناصة الامير
حسن ويقتلونها ,, قاطعها الرجل الغامض أنا أعرف كل شيء عن ذلك وأستطيع ان أخفيك في
سيارتي حتى معبر الحدود اللبنانية ثم نستقل القطار ونستقل قطارا اخر الى انقرة ,
كانت اصفهان تعلم ان البريطانيين يدرسون كل
صغيرة وكبيرة ولهذا في النهاية فأنها وافقت على هذه المغامرة ,
أرسلت اصفهان برقية الى وهبه في القاهرة
وابلغته فيها انها ذاهبة الى انقرة وسوف تقيم بفندق أنقرة بالاس ,, كانت المسكينة
قد فقدت أية قدرة على التفكير الصحيح , وفي ذلك الوقت كانت هناك رقابة على
البرقيات وبالطبع تم قراءة برقيتها , وتركها البريطانيون تبدأ الرحلة الى انقرة
وتبين ان الرجل الغامض ماهو الا عميل الماني من الاعداء وفي محطة القطار في
تريبولي تم القبض على اصفهان بواسطة رجال المخابرات البريطانية كما القوا القبض
على العميل الالماني واجبروا أصفهان على مغادرة القطار وأقتادوا رجال المخابرات
البريطانية اصفهان الى فندق البارون لقضاء لقضاء الليلة قبل العودة الى بيروت في
الصباح , وفي اسفل الفندق كان هناك ملهى ليلي توجهت اليه اصفهان المساء وطلبت
ويسكي وطلبت من الفرقة الموسيقية ان تعزف لها لحنا معينا ووقفت وزجاجة الويسكي في
يدها لتغني لرواد الملهى ,و وعندما انتهت من الغناء دوت الايدي بالتصفيق الحاد
وفتحت اصفهان حقيبة يدها وأخذت 200 جنيه اعطتها بقشيشا لافراد الفرقة الموسيقية ,,
اعيدت اصفهان بالقوة الى بيروت وهناك نزلت في بيتها المفروش تحت حراسة البوليس
العسكري وبذلك اصبحت امنة من قناصة الامير الحسن كأن لم تكن هذه هي الحياة التي
تريدها , فأتصلت بالكولونيل العام للجيش البريطاني وتوسلت اليه ان يتركها تعود الى
القاهرة وقالت ان الامير حسن سوف يكون مقتنعا تماما اذا غادرت البلاد وانها بذلك
ستكون بعيدة عن الخطر وامنه في القاهرة , واعطى الكولونيل البريطاني اوامره للمخابرات
بأن يدفعوا لها مبلغ 500 جنيه لتغطية نفقاتها لبضعة اشهر في القاهرة معتقدا انها
بعودتها الى مصر ستبدأ الغناء وستكسب النقود مرة اخرى ولكن اصفهان لم تطلب العودة
الى القاهرة لتستعيد حياتها القديمة لكنها في الواقع كانت تحن لوهبه ,
كان الوقت صيف 1944 وصلت اصفهان الى القاهرة
اتصلت بوهبه فعلمت انه ذهب الى مصيف راس البر فاستاجرت سيارة صباح اليوم التالي
كان ذلك يوم جمعة 14 يوليو واخذت تحث السائق على الاسراع فقد كانت تريد مفاجاة
وهبه على الغداء وكانت تعلم انه يتناول غداءه عادة الساعة الواحدة بعد الظهر
كانت السيارة تسير عبر طريق سريع وفجأة
انزلقت السيارة وفتح السائق الباب المجاور وقفز خارج السيارة التي انقلبت وسقطت في
الترعة بينما اصفهان المسكينة حبيسة داخلها وصرخ السائق طالبا النجدة لكن كان ذلك
يوم الجمعة وكان الفلاحون قد ذهبوا لاداء صلاة الجمعة ولم يحضر احدا قبل مرور نصف
ساعة وسمعوا قصة السائق وهرع احدهم الى قرية مجاورة وذهب الى عمدة القرية الذي
اتصل بشرطة مدينة طلخا وحضرت الشرطة وطلبت غواصين نزلوا الترعة وفتحوا ابواب
اسيارة الغرقة واخرجوا اصفهان منها بصعوبة لكن روحها كانت قد فارقت الحياة وكان
جثمانها مغطى بالطين واستطاع احد رجال الشرطة التعرف على شخصيتتهاا انها المغنية
المشهورة اصفهان
اانتشر الخبر بسرعة في القاهرة وحضرت
صديقاتها قرب المساء وحملن جثمانها معهن الى القاهرة وفي اليوم التالي نشرت الصحف
الخبر واذاعه الراديوفي المساء وسمعه وهبه بينما كان جالسا لتناول العشاء مع بعض
اصدقائه ترك وهبه المنضدة على الفور واتجه ناحية الشرفة نفس الشرفة التي طالما جلس
فيها مع اصفهان في صيف 1939 1940 وفي صباح اليوم التالي عاد الى القاهرة فقد كان
الجميع يعلمون بقصة الحب بينهما ولم يشأاحتراما لذكراها ان يفعل ذلك لكنه بعد
يومين ذهب الى المقابر وبحث عن مقبرتها وضع باقة زهور كبيرة ركع امام المقبرة واحنى
راسه وكان لايزال يسمعها تغني بصوت عميق حزين ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق