الثلاثاء، 2 فبراير 2016

الخيل والليل والبيداء تعرفني ( المتنبي )





سيعلم الجمـع ممـن ضـم مجلسنـا " " بانني خيـر مـن تسعـى بـه قـدم

انا الذي نظـر الأعمـى إلـى ادبـي " " و أسمعت كلماتي مـن بـه صمـم

انام ملء جفونـي عـن شواردهـا " " ويسهر الخلـق جراهـا و يختصـم

و جاهل مده فـي جهلـه ضحكـي " " حتـى اتتـه يـد فراسـة و فــم

إذا رايـت نيـوب الليـث بـارزة " " فـلا تظنـن ان اللـيـث يبتـسـم

و مهجة مهجتي من هـم صاحبهـا " " أدركتـه بجـواد ظـهـره حــرم

رجلاه في الركض رجل و اليدان يد " " وفعلـه ماتريـد الـكـف والـقـدم

ومرهف سرت بيـن الجحفليـن بـه " " حتى ضربت و موج الموت يلتطـم

الخيـل والليـل والبيـداء تعرفنـي " " والسيف والرمح والقرطاس و القلـم

صحبت في الفلوات الوحش منفـردا " "حتى تعجـب منـي القـور و الأكـم

يـا مـن يعـز علينـا ان نفارقهـم " " وجداننا كـل شـيء بعدكـم عـدم

مـا كـان أخلقنـا منكـم بتكرمـة " " لـو ان أمركـم مـن أمرنـا أمـم

إن كان سركـم مـا قـال حاسدنـا " " فمـا لجـرح إذا أرضـاكـم ألــم

و بيننـا لـو رعيتـم ذاك معرفـة " " غن المعارف في اهل النهـى ذمـم

كم تطلبـون لنـا عيبـا فيعجزكـم " " و يكـره الله مـا تأتـون والكـرم

ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي " " أنا الثريـا و ذان الشيـب و الهـرم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق