تحل علينا اليوم ذكرى رحيل أجمل وردة فى بستان الطرب العربي الفنانة وردة، التى أطربت بفنها الجماهير العربية والمصرية بصفة خاصة، فهي لم تكن مجرد موهبة عابرة جاءت إلى مصر ولكنها صارت كيانا فاعلا فى الحركة الفنية فى مصر والوطن العربى وأثرتها سواء بغنائها أو بتمثيلها الراقى فى الأعمال الفنية التى قامت بأدائها، إنها الفنانة الراحلة وردة الجزائرية.
اسمها الحقيقى وردة محمد فتوكى، ولدت فى فرنسا لأب جزائرى وأم لبنانية عام 1939، بدأت الغناء في فرنسا، وقدمت أغاني لفنانين معروفين فى ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ثم انتقلت إلى لبنان وقدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.
أشرف على تعليمها المغني التونسي الراحل الصادق ثريا، حيث قدمت أغاني خاصة بها من ألحان ثريا، جاءت إلى مصر عام 1958 تلبية لدعوة إذاعة صوت العرب للمشاركة فى الإنتاج الغنائي الوطني المناصر لثورة الجزائر.
واحتضنت مصر الفنانة وردة مثلما تحتضن كل الأشقاء وقدمتها فى حفلاتها الكبيرة وأجهزتها الإعلامية الرئيسية المتعددة وتعاملت معها كجزء من رموزها الفنية الأصلية، واقبل عليها الملحنون، وقد قدمت وردة العديد من الاغانى الوطنية الحماسية، وكانت فى مقدمة التفاعل مع الأحداث التى مرت بمصر سواء فى نكستها أو انتصارها.
وقد كان ميلاد وردة الفني الحقيقي فى أغنية أوقاتي بتحلو التى غنتها فى حفل فني عام 1979 من ألحان سيد مكاوى.
قدمت وردة الجزائرية العديد من الأغانى التى أطربت بها محبيها منها أكدب عليك، خليك هنا ، فى يوم وليلة، حكايتى مع الزمان، قال ايه بيسألونى ، اسمعوني، طب وأنا مالى، العيون السود، اشترونى، ليالينا، حرمت احبك، وحشتونى .
وكان للأعمال السينمائية نصيب من أعمالها، فقامت بأداء أول بطولة لها فى فيلم ألمظ وعبده الحامولى وتوالت بعد ذلك أعمالها السينمائية حيث قدمت ليه يا دنيا، اه يا ليل يا زمن، صوت الحب، حكايتى مع الزمان، أميرة العرب ، وقد قدمت أعمال تليفزيونية منها مسلسل ان الأوان ، أوراق الورد .
عانت الفنانة وردة فى الفترات الأخيرة من عمرها من أزمات صحية إلى أن توفيت فى 17 مايو 2012 إثر أزمة قلبية ونقل جثمانها على طائرة خاصة أمر بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ليوارى الجثمان الثرى فى مسقط رأسها بالجزائر، تاركة خلفها العديد من الأعمال الفنية والأغانى التى تخلد ذكراها فى عقول وقلوب محبيها فى مصر والوطن العربى أجمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق