مواهبه الادبية
الاستاذ شعوبي اديب موهوب بالفطرة، وقد نشأ مع اتراب له ذوي نزعة ادبية وفنية مثل المرحومين مولود احمد الصالح وحيدر العمر والاستاذ عبد الرحمن الريس والمحامي عبد الباقي العمر والمحامي عبد الملك ابراهيم وغيرهم، وهو ذكي سريع الحفظ، وقد نظم في شبابه بعض المسرحيات الهزلية بالمشاركة مع المرحوم مولود، وصنعوا لهم مسرحا صغيرا في (بيت الحاج احمد الصالح) وقاموا بتمثيل عدة مسرحيات
وشعوبي شاعر مطبوع، ذو خيال واسع، وصور فنية بارعة، وهو ينظم القريض بكل اوزان العروض، ومشتقاتها، وينظم الموشحات والدو بيت ويجيد التخميس والتضمين. ويبدع في الاراجيز
كما انه ينظم الشعر الشعبي (الزجل) من المربع وغيره، وينظم الزهيري (الموال) والابوذية والعتابة ببراعة تامة وابداع في الجناس
وللاستاذ شعوبي قابلية طيبة في النثر، وله سجع مستملح مرغوب وانشا في شبابه بعض (المقامات) واغلبها على سبيل الدعاية والمزاج مع اصحابه واقرانه
وللحقيقة ان (شعوبي) الف كتابه (المقامات) 1961م في (مقهى عباس) بالاعظمية، كان ينشيء كل يوم مقامة او مقامتين، يمليها املاء، فيها سجع ادبي، وفيها معلومات قيمة عن الانغام والالحان والمقامات العراقية، ولم يرجع فيها الى مصدر يعتمد عليه، سوى حفظه للاشعار، ولكنه جعل في اخر الكتاب قائمة بالمصادر، وكل افادته منها هي تحديد تواريخ وفيات الاعلام الوارد ذكرهم في الكتاب او الاشارة الى ارقام الصفحات في دواوين الشعراء الذين ذكر لهم بعض الابيات امثال المتنبي والرصافي وشوقي وغيرهم
واغلب قصائد (شعوبي) في الاخوانيات، ومداعبة اترابه. وتعزية بعضهم في الرسوب اثناء الدراسة
وكان يلمع شعره بالفاظ عامية او انجليزية وهندية وفارسية وكردية. فتقع تلك الألفاظ الغريبة كالشذرات البهية في ابياته
ولو انه حمل نفسه على الجد والمداومة في نظم الشعر في شتى أغراضه لكان من كبار شعراء العراق
وشعوبي لا يكتب قصائده، ولا يحتفظ بها، بل ينشدها في المقهى او (الجرداغ) او مجلس من مجالس أصدقائه، ويعطي القصيدة لمن يطلبها منه ولاسال عنها بعد ذلك
ثقافته
ذكرنا ان (شعوبي) كان ذكيا، قوي الذاكرة وكان في صباه وشبابه، يكتفي بتقرير المعلم او المدرس في الصف، ولا يراجع كتب الدراسة، ولا يقرأ إلا في ايام الامتحان، وحتى في أيام الامتحان لا يقرأ والكل ايام الامحانات يخرج الى الحقول والبساتين في شارع عمر بن عبد العزيز، للمطالعة ومراجعة الدروس، وشعوبي منشغل بأكل المشمش والتوت او الجامر، والسباحة في الساقية
ويذهب مع اترابه ويعود دون مراجعة، بل كان يلهي أصحابه بطرائفه ونوادره، وغنائه، وعذره في ذلك ان كتبه ممزقة وناقصة من أولها وآخرها، لان يده تعرق وتبلل صفحات الكتاب فيخلعها ويرميها وهكذا حتى (يطير) الربع الأول والربع الرابع من كل كتاب
ويضاف إلى ذلك أن كتب شعوبي مملوءة في حواشيها بالأشعار والابوذيات والموالات، فاذا فتح كتابه للمطالعة، فانه ينصرف الى مراجعة الأشعار ولا ينصرف إلى مراجعة المادة العلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق