تقييم
صوتها
يذكر الاستاذ عادل الهاشمي عن تقييمه لصوت عفيفة فيقول: «عفيفة
تستثير فضول الذاكرة الفنية لأصول الغناء دون ان تزودها بأي تفسير نفسي ومعرفي، ففي
هذا المحيط الفني يجول المغني وتتفحص الاذواق لذلك بقيت طريقة عفيفة اسكندر في
الغناء تحمل نزوعا نحو التعلق الشديد او الرفض الشديد، اذ انتقلت حنجرتها الفنية
بين الغناء البدوي والغناء الحضري باقتدار وتمكن عجيبين، وبكثير من دواعي الانشاد
الحر غير المقيد، وعفيفة تستحضر قواها الصوتية في ابراز الاسلوبية التي طبعت غناءها
فهي تمتلك حضورا مع تنوعات محدودة، وتقيد صوتها بإعداد صارم بل تغني بلهجة عراقية
مصحوبة باحتياطات حجازية تارة وخليجية تارة اخرى مع اشهار التأثرات البارزة في
الغناء المصري، وسر صوتها ينبئ عن دخول انتصار في مجال الغناء، وفنها الادائي توفر
على خاصيتين اساسيتين هما العبور الى الاسماع والاستيطان في الذاكرة وهذا في حد
ذاته يعكس تألقا للغناء العراقي، وهو تألق يأتي على اية احال من كونه يتحدر من نوع
بيئوي عراقي صميمي. احداث و قضايا في حياة المطربة
أ) تحت تهديد السلاح
تميزت حقبة الثلاثينات بانها حفلت باحداث جسيمة مثل دخول العراق الى عصبة الامم ثم وقوع انقلاب بكر صدقي ضد وزارة طه الهاشمي واستيزار حكمت سليمان,,, وحصل في تلك الايام ايضا ان منتديات وملاهي بغداد عرفت المطربة الحسناء عفيفة اسكندر واشتهرت في تلك الاوساط وتردد اسمها بين كبار مسؤولي ذلك العهد وفي مقدمهم علي الحجازي مدير الشرطة العام وهو ضابط من بلاد نجد والحجاز جاء مع عائلة الملك فيصل الاول وسكن العراق وحصل فيها على عدة مناصب وكان يرتبط بصلة وثيقة بالوصي على عرش العراق عبدالاله, وقد ارتبط الحجازي بالمطربة عفيفة بعلاقات وثيقة.
وكان الحجازي يحضر معظم حفلات عفيفة وفي جلساته الخاصة كان يلتقي بها بحضور صاحب سينما الشعب في ادارة السينما وهو من اليهود العراقيين,,, وفي تلك الجلسة بدأ يتحدث مع عفيفة وقال لها انه على استعداد لتنفيذ كل طلباتها وهنا اشتكت عفيفة له من تصرفات اليهودي صاحب السينما الذي اغمط لها حقا وهي تطالبه باجورها كاملة,,, فثار الحجازي رغم انه صديقه، وانتزع مسدسه وهدد صاحب السينما بالقتل اذا لم يدفع 500 دينار حالا لعفيفة ,,, وامام هذا التهديد استسلم اليهودي صاغرا ودفع المبلغ كاملا «وعين تضحك وعين تبكي» كما يقول المثل!!
ب) يا حافر البير لا تغمج مساحيها
يذكر الفنان إلهام المدفعي نقلا «عن والدة حسن فهمي المدفعي انه بعد انقلاب بكر صدقي اقيم احتفال في احد المنتديات البارزة في بغداد وطلب بكر ان توجه الدعوة الى المطربة عفيفة اسكندر للغناء فيه,,, وقد حضرت عفيفة الى الاحتفال من دون رغبة وبعد ضغط والحاح من الاصدقاء وبقية المسؤولين الذين ترتبط معهم بعلاقات طيبة من نظام نوري سعيد والوصي عبدالاله,,,, وما ان بدأ الاحتفال وصعدت عفيفة الى خشبة المسرح حتى جاء صوتها قويا وبرنين مؤثر وبلهجة معبرة لا تخلو من تذمر ووعيد ,,, فشدت باغنية:
«يا حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها».
وعندما التفت بعض الحاضرين الى جهة جلوس بكر صدقي وجدوا ان وجهه قد تجهم وامتقع بحمرة لا تخطئوها العين ابدا.
ج) عفيفة اكتشفت صبيحة إبراهيم
في احد اللقاءات الصحافية قالت المطربة صبيحة ابراهيم ان عفيفة اسكندر هي التي اكتشفتها ودفعتها الى السير في طريق الغناء، وذلك عندما شاهدتها للمرة الاولى في احد صالونات الحلاقة وهي تدندن مع نفسها اي (صبيحة) وعندما سمعتها عفيفة اقتربت منها وصاحت (الله ـ الله صوتك حلو) ثم رتبت على كتفي (تقول صبيحة) وقالت الا يعجبك ان تصبحي مطربة وتغني في اماكن عامة ومعروفة, فالتفتت صبيحة الى امها التي كانت تجلس بعيدا عنها في الصالون ما رأيك يا امي, فرفضت في البداية لكن اصرار الفنانة عفيفة ومتابعتها لصبيحة اكثر من مرة جعلها تقتنع بالامر وتنطلق في عالم الغناء ومن ثم تصبح مطربة مشهورة وبذلك تقول صبيحة «ادين بالفضل الكبير للفنانة عفيفة اذ لولاها لما اصبحت مطربة».
واشار الموسيقار المرحوم منير بشير الى انه لم يكن يعزف في فرقتها الخاصة كما ورد في حديث الناقد سعاد الهرمزي بل كان عازفا في فرقة الاذاعة الخاصة وهي فرقة عزفت لكبار فناني القطر امثال محمد القبانجي ورشيد القندرجي وناظم الغزالي اضافة إلى عفيفة اسكندر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق