ولد الفنان جميل بشير في مدينة الموصل 1921 و تعلم العود منذ صغره حيث كان والده يعزف على آلة العود إلى جانب كونه صانعا لها . و عند تأسيس معهد الموسيقى سنة 1936 كان الفنان جميل بشير ضمن الدوره الأولى حيث درس العود على يد المعلم الكبير المرحوم الشريف محيي الدين حيدر و كان في نفس الوقت يدرس آلة الكمان على يد الموسيقار سانودو آلبو و قد كان متميزا في كلا الآلتين .
تخرج عام 1943 من قسم العود و عام 1946 من قسم الكمان و بدرجة إمتياز و تعين في المعهد سنة 1943 لتدريس آلة العود و مساعدا لتدريس الكمان و هو في الصفوف المنتهية حيث قام بتدريس الكمان الشرقي و قد شغل رئاسة قسم الموسيقى و الإنشاد.
إستمر الفنان جميل بشير بدراسة التراث و المقامات العراقية و الأنغام و الإيقاعات العربية و العراقية مما أدى لظهور الأستاذ جميل بشير بهذا الشكل حافظا لتراث الموسيقى العربية و التركية و مؤديا على العود و الكمان و بإجاده الموسيقى العراقية الصرفه التقليدية و قد أضاف التكنيك و سلامة ذوقه الموسيقي و رونق الحليه و خبرته المختزنه .
تميزت موسيقى جميل بشير بملامح عراقية صرفه و أصيله حيث كان كثير العطاء فقد كان مثال للفنان المثقف و المعلم البارع و المؤلف الباهر و العازف المتمكن المتقن على العود و الكمان.
والجدير بالذكر بأن أبرز طلبته كانوا أساتذه للموسيقى العراقية في بعده مثل غانم حداد و منير بشير و على الإمام و كذلك شعيب إبراهيم “شعوبي” .
كان إنتاج جميل بشير كبيرا و متنوع فقد دون المقامات العراقية و عزفها على الكمان و العود و صاحب أغلب مطربي العراق العظام على آلة الكمان و سجل الكثير من القطع الموسيقية الكلاسيكية و من مؤلفاته ايضا بعوده المتميز كذلك سجل الكثير من الأغاني العراقية و الأغاني الكردية .
الأستاذ جميل بشير كان يؤلف و يغني باللغة الكردية و كان مؤديا بارعا ولكنه فضل الإستمرار في العزف متخليا عن الغناء و له بعض المؤلفات الموسيقية منها كتاب بعنوان ” العود و طريقة تدريسه ” 1961 , وقد كان من جزئين كما لحن العديد من الأناشيد المدرسية و عمل في مجال الإذاعة و التلفزيون كرئيس للفرقة الموسيقية و رئيس للقسم الموسيقي . و قام بجولات فنية عديدة و سجل خلالها العديد من مؤلفاته لعدة إذاعات عربية و أجنبية و قد أقام فترة طويلة في الكويت مما أدى لتسجيل الكثير من أعماله على العود مثل سماعي نهاوند و سماعي ديوان “حسيني” وبنت الشمال و تقاسيم عراقية و سوريه و كويتية كذلك و العديد من الأغاني التراثية و ملاعب النغم و كذلك بعض القطع الكلاسيكية على الكمان مثل سماعي محير و رقص الهوانم .
مما لاشك فيه بأن الأستاذ جميل بشير كان من أبرز من أثروا الموسيقى العربية و بهمة عالية و بدون توقف إلى ساعة وفاته و قد أثر في الكثير من الموسيقين من بعده فكان نقطة تحول بالنسبة لهم و بالنسبة لآلة العود كذلك .
رحل الأستاذ جميل بشير إلى عالم الخلود في 27/9/1977 في لندن.
من مؤلفات الأستاذ :
بشرف سيجاه , سماعي ديوان و صبا و يكاه , كابريس , أندلس , قيثارتي , همسات . لونجا فراق , ملاعب النغم , تأمل حيره , رقصة جمانا , أيام زمان , صدفه , شارع الخليج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق