كامل الشناوى صحفى شهير وشاعر قدير لكنه إنسان استثنائي.
وقد أثر بوضوح وبقسمات وملامح خاصة فى الحياة الثقافية والسياسية، وفى الأجيال التى عاصرها حتى رحيله فى منتصف عقد الستينيات الماضى عن 55 عاماً، والحق أنه من الشخصيات التى يجدر أن يتعرف عليها الجيل الجديد تعرفاً كافياً، ومع أن ما نُشر له كسطور بين دفتى كتاب قليل بل نادر، إلا أن مقالاته وما كتبه فى الصحف مع الأسف لم تجمع. كما أن ما كتب عنه فى الصحف كثير وبعضه بالغ الأهمية وهو مع الأسف أيضا لم يجمع!.
وأفضل ما صدر عنه حتى الآن كتاب حول سيرته للكاتب يوسف الشريف أتم الله عليه الصحة والشفاء وقد سبق أن تحدث الأستاذ هيكل عن صديقه الحميم كامل الشناوى فى ذكراه أكثر من مرة، وهو يثبت بحديثه دائماً أنه كم يعتد بقيمته وقدره،
كامل الشناوى صحفى كبير ومعروف بالطبع وهو أيضا شاعر، تتجلى موهبته و قدرته الرائعة.. على الإمساك بروح لحظة معينة أو تصوير مشهد معين، وفى قصائده كلها كانت هناك دائما هذه القدرة على الإمساك باللحظة. وعادة نقول إن الصورة هى تثبيت للحظة.. و إن الصورة أمسكت بموقف عند لحظة معينة، وقبضت عليه وأبقته للزمن وللتاريخ... كامل الشناوى كانت لديه هذه القدرة: فإنه بالكلمات يرسم صوراً لمواقف معينة.. وإن هذه الكلمات وهذه الصورة تبقى فيما بعد، والعودة إليها يمكن جداً أن تكشف ظلالاً، وزوايا، وأن تكشف أضواء مما كان فى لحظة بعينها.. استطاع بحس وروح الشاعر أن يمسك بها.
ويشير محمد حسنين هيكل إلى أنه فى ذلك المقال يوم 22 يوليو 1952 :كان كامل يشعر بفداحة الموقف السياسى وبتردى المواقف وسقوط الرجال!.
ويقول كامل الشناوى فى مقاله إن مصر تبحث عن رجال.. لكنها تبحث: بين طائفة من الساسة تجاوزوا مرحلة الرجولة... وعبثا نحاول أن نعيدهم إلى هذه المرحلة..!.
ويقول إن مصر اليوم تبحث.. عن رجال بحق... وتنقب عن رجل:
رجل يستطيع أن ينهض بالعبء، ويواجه المسئولية، ويقدس العدالة، ويفرض سيادة القانون... يعرف كيف يقول كلمته ويقف، وكيف يقول كلمته ويمشي.
وإذا كان محمد حسنين هيكل فى هذه الحلقة حول اليوم السابق مباشرة على الثورة 22 يوليو 1952 قرأ فقرات من مقال لكامل الشناوى وأبياتا من شعره، فإننى بمطعالتى لنصوصه.. أختار اليوم فى المتبقى من هذه السطور بضعة نماذج من عباراته وتعبيراته، التى كلما قرأتها ازددت إعجابًا بلماحيتها البالغة والبليغة.. وودت أن يشاركنى القراء تأملها وهى كثيرة وكان يقول فى حضور أصدقائه، الأكثر ويعبر عن النفاذ الجميل من الرؤى دون تسجيل على ورق.
وقد وجدت فى فاتحة حديث الأستاذ هيكل هذا الأسبوع خير مناسبة.. لوقفة فى هذه الزاوية تشير بالتقدير، والاعتداد، تجاه شخص هو نسيج وحده، وهو ظاهرة إنسانية مميزة، عرفتها بلادنا فى القرن العشرين.
يكتب كامل الشناوى مثلا:
الذين يحيون هم الذين يريدون، وليست الإرادة رغبة عابرة، ولكنها عمل دائم مستمر.
وأقرأ واختار لكامل الشناوى مثلا:
لا يكفى لكى تكون إنساناً أن تحدد لك اتجاهاً وتقف فيه، بل يجب أن تتحرك فى الاتجاه الذى تختاره، فالحركة هى الحياة.
واختار له مثلا:
إننى لست كثيباً من الرمل تبدده حفنة من الهواء، ولكنى جبل لا أبالى العاصفة، بل أحتفى بها، وأحتضنها، وبدلاً من أن تزمجر فى الفضاء أجعلها تغنى من خلال صخوري!.
واختار له أيضًا:
نحن الذين تدور رؤوسنا طول النهار والليل: نحتاج إلى لحظة تتوقف فيها الرؤوس عن الدوران. نحتاج إلى الإنطلاق فى الفضاء، والارتماء فى أحضان شارع، أو مطعم، أو أى مكان عام!.
كما أقرأ لكامل الشناوي:
عشت عمرى محباً، رحيماً، رءوفاً. الحب والرحمة والرأفة هى مقومات نفسى إذا هدمتها فقد هدمت نفسي. إنها حافزى فى كل تصرف، وهدفى من كل عمل.
وقد أثر بوضوح وبقسمات وملامح خاصة فى الحياة الثقافية والسياسية، وفى الأجيال التى عاصرها حتى رحيله فى منتصف عقد الستينيات الماضى عن 55 عاماً، والحق أنه من الشخصيات التى يجدر أن يتعرف عليها الجيل الجديد تعرفاً كافياً، ومع أن ما نُشر له كسطور بين دفتى كتاب قليل بل نادر، إلا أن مقالاته وما كتبه فى الصحف مع الأسف لم تجمع. كما أن ما كتب عنه فى الصحف كثير وبعضه بالغ الأهمية وهو مع الأسف أيضا لم يجمع!.
وأفضل ما صدر عنه حتى الآن كتاب حول سيرته للكاتب يوسف الشريف أتم الله عليه الصحة والشفاء وقد سبق أن تحدث الأستاذ هيكل عن صديقه الحميم كامل الشناوى فى ذكراه أكثر من مرة، وهو يثبت بحديثه دائماً أنه كم يعتد بقيمته وقدره،
كامل الشناوى صحفى كبير ومعروف بالطبع وهو أيضا شاعر، تتجلى موهبته و قدرته الرائعة.. على الإمساك بروح لحظة معينة أو تصوير مشهد معين، وفى قصائده كلها كانت هناك دائما هذه القدرة على الإمساك باللحظة. وعادة نقول إن الصورة هى تثبيت للحظة.. و إن الصورة أمسكت بموقف عند لحظة معينة، وقبضت عليه وأبقته للزمن وللتاريخ... كامل الشناوى كانت لديه هذه القدرة: فإنه بالكلمات يرسم صوراً لمواقف معينة.. وإن هذه الكلمات وهذه الصورة تبقى فيما بعد، والعودة إليها يمكن جداً أن تكشف ظلالاً، وزوايا، وأن تكشف أضواء مما كان فى لحظة بعينها.. استطاع بحس وروح الشاعر أن يمسك بها.
ويشير محمد حسنين هيكل إلى أنه فى ذلك المقال يوم 22 يوليو 1952 :كان كامل يشعر بفداحة الموقف السياسى وبتردى المواقف وسقوط الرجال!.
ويقول كامل الشناوى فى مقاله إن مصر تبحث عن رجال.. لكنها تبحث: بين طائفة من الساسة تجاوزوا مرحلة الرجولة... وعبثا نحاول أن نعيدهم إلى هذه المرحلة..!.
ويقول إن مصر اليوم تبحث.. عن رجال بحق... وتنقب عن رجل:
رجل يستطيع أن ينهض بالعبء، ويواجه المسئولية، ويقدس العدالة، ويفرض سيادة القانون... يعرف كيف يقول كلمته ويقف، وكيف يقول كلمته ويمشي.
وإذا كان محمد حسنين هيكل فى هذه الحلقة حول اليوم السابق مباشرة على الثورة 22 يوليو 1952 قرأ فقرات من مقال لكامل الشناوى وأبياتا من شعره، فإننى بمطعالتى لنصوصه.. أختار اليوم فى المتبقى من هذه السطور بضعة نماذج من عباراته وتعبيراته، التى كلما قرأتها ازددت إعجابًا بلماحيتها البالغة والبليغة.. وودت أن يشاركنى القراء تأملها وهى كثيرة وكان يقول فى حضور أصدقائه، الأكثر ويعبر عن النفاذ الجميل من الرؤى دون تسجيل على ورق.
وقد وجدت فى فاتحة حديث الأستاذ هيكل هذا الأسبوع خير مناسبة.. لوقفة فى هذه الزاوية تشير بالتقدير، والاعتداد، تجاه شخص هو نسيج وحده، وهو ظاهرة إنسانية مميزة، عرفتها بلادنا فى القرن العشرين.
يكتب كامل الشناوى مثلا:
الذين يحيون هم الذين يريدون، وليست الإرادة رغبة عابرة، ولكنها عمل دائم مستمر.
وأقرأ واختار لكامل الشناوى مثلا:
لا يكفى لكى تكون إنساناً أن تحدد لك اتجاهاً وتقف فيه، بل يجب أن تتحرك فى الاتجاه الذى تختاره، فالحركة هى الحياة.
واختار له مثلا:
إننى لست كثيباً من الرمل تبدده حفنة من الهواء، ولكنى جبل لا أبالى العاصفة، بل أحتفى بها، وأحتضنها، وبدلاً من أن تزمجر فى الفضاء أجعلها تغنى من خلال صخوري!.
واختار له أيضًا:
نحن الذين تدور رؤوسنا طول النهار والليل: نحتاج إلى لحظة تتوقف فيها الرؤوس عن الدوران. نحتاج إلى الإنطلاق فى الفضاء، والارتماء فى أحضان شارع، أو مطعم، أو أى مكان عام!.
كما أقرأ لكامل الشناوي:
عشت عمرى محباً، رحيماً، رءوفاً. الحب والرحمة والرأفة هى مقومات نفسى إذا هدمتها فقد هدمت نفسي. إنها حافزى فى كل تصرف، وهدفى من كل عمل.
حبيبها .. لست وحدك
حبيبها أنا. . حبيبها أنا قبلك ! !وربما جئت بـعدك وربما كنت مثلك ! !
فلم تزل تلقاني وتستبــيح خداعى
بلهفــة فى اللقاء بــرجفة فى الوداع
بـــدمعة ليس فيها كالدمع . . إلا البريق
برعشـة هى نبض .. نبض بغير عروق
حبيبها ، وروت لى ماكان منك ومنهم فهم كثير . . . ولكن
لا شىء نعرف عنهم وعانقتنى ، وألقت
برأسها فوق كتفى تباعدت وتـدانت
كإصبعين بكفى ويحقر الحب قلبى
بالنار ، بالسكينوهاتف يهتف بى
: حذار يامسكين وسرت وحدى شريدًا
محطم الخطوات تهزنى أنفـــاسى
تخيفنى لفتاتى كهارب ليس يدرى
من أين ، أو أين يمضى ؟
شك ! ضباب ! حطام !
بعضى يمزق بعضى سألت عقلى فأصغى
وقال : لا ، لن تراهـــا
وقال قلبى : اراها
ولن تحب سواها
ما أنت ياقلب قل لى ؟ أأنت لعنة حبى ؟!
أأنت نقمة ربى ؟ إلى مـتى .. إلى متى
أنت قلبى ؟
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق