كمال السيد طالب السيد عليوي الحسيني، ملحن عراقي يعد من أهم الملحنيين العراقيين الذين أسسوا انعطافاً جديداً بالأغنية العراقية في مرحلة أطلق عليها “مرحلة السبعينيات”. غنى له أغلب المطربين العراقيين، وكان له الفضل في ظهور المطرب العراقي ياس خضر بعد أن كان مطرباً ريفياً، من خلال أغنية “المكيَّر” التي لحنها السيد عام 1968. لم ينل الملحن كمال السيد حظه من الصحافة والاعلام، ولكن وبعد وفاته في المنفى حيث العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
ولد في مدينة الناصرية عام 1944. تخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد، قسم الموسيقا للعام 1964-1965، وكان من الأوائل على دفعته. تخصص بآلة العود بعد أن درس الموسيقا على كبار الموسيقيين العراقيين مثل الموسيقار جميل سليم وروحي الخماش. عمل بعد تخرجه، معلماً في مدارس مديرية تربية الناصرية لسنوات قليلة ليتحول فيما بعد إلى الإشراف التربوي على المدارس الابتدائية في مديرية تربية محافظة السماوة ثم بغداد. توفيت والدته وهو في عامه الأول.
عندما وضع كمال السيد جمله اللحنية على مقاطع قصيدة “المكيَّر” للشاعر زامل سعيد فتاح، وقف الكثير من أصدقائه وبعض أساتذته ومن بينهم الموسيقار جميل سليم موقف عدم الرضا، كان ذلك قبل تسجيلها، وعلى الأخص عندما عرفوا بأن المطرب ياس خضر ذا الصوت والأداء الريفيين هو الذي سوف يغنيها، ولكن كمال السيد أصر على تسجيل الأغنية وتقديمها للجمهور العراقي، فخرجت عام 1969 بصوت الفنان ياس خضر.
أغان كثيرة خرجت من جعبة الملحن كمال السيد مثل أغنية “كون السلف ينشال” لحسين نعمة. و”كصت المودة” لأنوار عبد الوهاب و”حبنه حبيبي لولاه” لعارف محسن وأديبة وأغنية “يا غريب الدار” و”سلمت وإنت ما رديت السلام” و”كل سنة وانت طيب” لقحطان العطار، في عام 1974 قدم الملحن كمال السيد صوتاً غنائياً جديداً إلى المستمع العراقي من خلال أغنية “مدللين” من كلمات الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، كان اسم هذا المطرب سامي مناتي، الذي غيره إلى سامي كمال حباً وولاءً لأستاذه الملحن. توالت ألحان كمال السيد لصوت هذا المطرب، حيث غنى سامي العديد من ألحان السيد مثل أغنية ” أحبه وأريده ” للشاعر كاظم إسماعيل كاطع و” الحب ضاع ” كلمات كريم العراقي، وأغنية “بين جرفين العيون” من كلمات الشاعر مهدي عبود السوداني، هذه الأغنية بصورتها الشعرية الدافئة.
في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول من عام 2001 رحل كمال السيد في كوبنهاغن بعيداً عن أهله وذويه وأحبائه ووطنه ودفن في المقبرة الإسلامية في الدنيمارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق