موسى عواد بطي
كانت ولدتها غريبة وعجيبة، حيث لم تلدها أمها في منزل البيت، إذ رأت النور في مزرعة في 1 يوليو 1952 في مدينة الكوت عندما كانت أمها توصل الطعام لوالدها حيث يعمل، لم يكن والدها يرغب بولادة بنت في العائلة ولكن غير رأيه وفرح بمقدمها لأنها كانت جميلة وبيضاء البشرة وحمراء الوجنتين (شقراء)، لقد خيب ضنها القدر ومصير هذه الطفلة الجميلة وبعد أيام من ولادتها تزوج أبيها من أمرآة أخرى غير أمها ليرتمي بأحضان زوجته الجديدة، ويترك أمها التي بقيت ترعاها مع بقية أشقائها، وكانت زهره أهدا طفلة في البيت بحيث تجلس في زاوية الغرفة، وهو مكانها المفضل، لتتركه إلا إذا طلب منها ذلك، وهذا جعلها من المنسيين دائما في المنزل لاسيما إثناء فترة تناول الطعام. وهذا الهدوء الذي تتميز به ظهر معكوساً عند أطفالها (رشا- حيدر- رانيا) بعد زواجها من الفنان المرحوم هاني هاني (هاني محمد محمد حسين)، الذي ولد في الموصل بداية الأربعينيات من القرن الماضي وتوفي في حادث سير في 25 / 2 / 1993، بالقرب من تكريت حيث كان عائد من الموصل الى بغداد، والذي سبب لها صدمة كبيرة بعدما كانت تعيش معه حياة زوجية مستقرة لا مثيل لها في الوسط الفني، وبعد رحيل زوجها أصبحت مهمتها صعبة جداً .
زهره الربيعي حين كانت في سن العاشرة ضربتها زوجة والدها بعد خروج أمها من المنزل وقادتها إلى سطح المنزل، وأوقفتها تحت الشمس تموز الحارقة لمدة تزيد على ثلاث ساعات ولم يسمح لها بالنزول إلا عندما جاء والدها من العمل، مما أدى في المساء الى سوء حالتها الصحية فنقلت إلى المستشفى وتبين أنها قد أصيبت بالتيفؤئيد، وتضرر بصرها كثيرا ولا زالت تعاني من ذلك لحد ألان.
كانت بدايتها الفنية عندما كانت في المرحلة الابتدائية اصطحبتها شقيقتها الفنانة سيدة المسرح فاطمة الربيعي إلى مسرح الطليعة، فتعرفت على عدد من الفنانين والمخرجين الكبار ومنهم المرحوم المخرج بدري حسون فريد، لكن قسوة الظروف العائلية الصعبة، أجبرتها وفي الصف الأول المتوسط أن تعمل في شركة (وتكالون) كي تعيل عائلتها بعد استقلال والدتها وأشقائها في منزل خاص بهم بعيدا عن الأب، وبالرغم من هذه المعاناة استطاعت أن تنخرط في طريق الفن وتبرز فيه بمساعدة شقيقتها الكبيرة وزوجها الراحل، وكان أول عمل لها بطولة تمثيلية (صبرية) في عام 1964 وكان ذلك الدور سبباً في قطيعة مع والدها .
أكملت معهد الفنون الجميلة مع شقيقتها الفنانة القديرة فاطمة الربيعي دفعة واحدة، تمتلك الفنانة القديرة زهره الربيعي سمات خاصة، هو سر اختيارها في العديد من الإعمال المسرحية والتمثيلية، وهي نموذج للفنان العراقي الملتزم، لأننا نجد منذ طفولتها، أنها كانت أشكالاً بدائية من المسرح والتقاليد التي تمتد جذورها منذ الصغر عندما كانت تنصت بإعجاب لما تروي لها والدتها من حكايات، لمعت بالعديد من الإعمال مثل الطوفان والحصار ونديم هذا المساء، وجرف الملح والمتمردون للكاتب صباح عطوان، والمسألة الكبرى وغيرها ، هي الآن عضو في
لجنة المسرح في نقابة الفنانين العراقيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق