الخميس، 1 أكتوبر 2015

المخرج العالمي يوسف شاهين









مخرج مصري عالمي، اسمه بالكامل “يوسف جبرائيل شاهين”، ولد يوم 25 يناير لعام 1926م في محافظة الإسكندرية، لأب من أصول كاثوليكية لبنانية وأم من أصول يونانية، حصل على الثانوية من كلية فيكتوريا، ثم تخرج من جامعة الإسكندرية، كما سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة فنون المسرح في معهد “باسادينا” المسرحي.
بدأ “يوسف شاهين” عمله في مجال صناعة السينما المصرية كمساعد للمصور السينمائي “الفيز اورفانالي” الذي مهد له الفرصة لإخراج أول أفلامه بعنوان “بابا أمين” عام 1949م وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وفي العالم التالي قدم ثاني أفلامه تحت عنوان “ابن النيل” الذي شارك في مهرجان كان للسينما محققاً من خلاله الشهرة والنجاح كمخرج يفارق اللغة السينمائية المصرية المعروفة آنذاك.
لم تتوقف الانطلاقات الفنية للمخرج “يوسف شاهين” طوال مشواره الفني الذي امتدت حوالي 60 عاماً، حيث أثارت أفلامه جدلاً واسعاً بسبب روحها النقدية السياسة والاجتماعية ودفاعه الدائم عن الحريات، اشتهر “شاهين” بانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم في مصر وللسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي عام 1972م ألقى حجراً في الماء الراكد بإخراج فيلم “العصفور” الذي يُحمل مسئولية هزيمة الجيش المصري في حرب يونيو للفساد في المؤسسة السياسية المصرية، واستمر هذا الخط النقدي في العديد من أعمال “شاهين” ومنها “عودة الابن الضال” و”الأرض” و”المهاجر” و”باب الحديد” و”المصير” و”الآخر” و”هي فوضي”.
كما قدم “شاهين” سيرته الذاتية ورصد تطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر من خلال أربعة أفلام شهيرة هي “إسكندرية ليه” و”حدوتة مصرية” و”إسكندرية كمان وكمان” و”إسكندرية نيويورك”، واختار النقاد عشرة من أفلامه من بين أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها.
يعد “يوسف شاهين” احد السينمائيين القلائل الذين اعتمدوا على أنفسهم في تمويل أفلامهم خصوصا بعد توقف دعم الدولة له على إثر أعماله السياسية المنتقدة للنظام، حيث قام بتأسيس شركة إنتاج سينمائية باسم “مصر العالمية” لتمويل أفلامه خاصة مع المنتجين الفرنسيين.
تخرج العديد من المخرجين من مدرسة “يوسف شاهين”، أمثال (يسري نصر الله - رضوان الكاشف -علي بدرخان - خالد الحجر - خالد يوسف - عماد البهات)، كما يرجع له الفضل في تقديم الكثير من الوجوه الهامة للسينما المصرية أهمها الفنان “عمر الشريف” الذي قدمه في فيلم “صراع في الوادي” ثم وصل إلى العالمية على يد المخرج الانكليزي “ديفيد لين”.
لم تقتصر موهبة “يوسف شاهين” على الإخراج فقط بل تمتع بموهبة عالية في التمثيل، وظهر في عدد من أفلامه منها “حدوتة مصرية” و”باب الحديد” و”فجر يوم جديد” و”إسكندرية كمان وكمان”، بينما كان آخر ظهور له في فيلم “ويجا” كمجاملة لتلميذه “خالد يوسف”.
نال المخرج العالمي “يوسف شاهين” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز المحلية والعالمية، بالإضافة إلى التكريمات من مختلف المهرجانات العربية والأجنبية حيث حصل على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم “إسكندرية... ليه؟” عام 1979م، وجائزة الدولة التقديرية عام 1994م، وجائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان عن مجمل أعماله عام 1997م.
كما منحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة الفارس لعام 2006م، وتم تكريمه كأهم مخرج في الوطن العربي بمهرجان السينما الدولي عام 2007م، بالإضافة إلى تدشين شارع في ضاحية “بوبيني” باسم يوسف شاهين، وإطلاق جائزة دولية باسمه في مهرجان سينما المؤلف بالرباط.
وفي يوم الأحد الموافق 27 يوليو لعام 2008م توفي المخرج السينمائي “يوسف شاهين” عن عمر يناهز 82 عاماً، نتيجة الإصابة بجلطة في المخ أدت إلى نزيف متكرر والدخول في حالة غيبوبة لمدة ستة أسابيع، وقد تم دفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في الإسكندرية مسقط رأسه
اقتباس ,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق