الأحد، 11 أكتوبر 2015

معنى كلمة المقام


كلمة مقام لغةً
تعني موقع القدمين أو ما يعتليه الشاعر أو المغني أثناء الإنشاد أو الغناء. المقامات جمع مقامة وهي المجلس والجماعة من الناس, وتطلق المقامات أيضًا على خطب من منظوم ومنثور, كمقامات الحريري والهمذاني.
وأول من أطلق كلمة مقام هو قطب الدين بن مسعود بن مصلح الشيرازي المتوفى سنة 1310م في كتابه
(درجة التاج لغرة الديباج).
والمقام اصطلاحاً
تعني مجموعة من الأنغام متسلسلة أو غير متسلسلة وأي تغيير يحصل في هذا النظام نحصل على مقام آخر.
حين تذكر كلمة (مقام), في الموسيقى, نعرف بداهة أنها تعني نغمة ما, أو سلمًا من سلالم الموسيقى, كأن نقول مقام راست أو مقام بياتي, على سبيل المثال, ونعني بذلك نغمة راست أو سلم راست, والأمر يشمل بلدان الوطن العربي. في حين أن عبارة (مقام عراقي) تنطبق على العراق فحسب, ذلك أنها تعني بالذات نوعًا من أنواع الغناء التقليدي ينفرد به العراق دون غيره من بلدان الوطن العربي.
والمقام هو نمط غنائي يقوم على نغمة معينة. فالمقامات العراقية عبارة عن مؤلفات غنائية وموسيقية, تتداخل فيها مجموعة أنغام منسجمة بعضها مع البعض الآخر, تتكامل في بنائها النغمي وحسن صياغتها وجمال انتقالاتها بين قطعة وأخرى أو جنس وآخر, يرتجل فيها المغني أو من يسمى (قارئ المقام) حسب قدراته الصوتية, وخبرته في علم المقامات, وارتجاله هذا في غناء المقام يخضع لشروط متوارثة عبر الأجيال, وقواعد أساسية تنطبق على المقام عمومًا, وأخرى فرعية لكل مقام على حدة. هذه القواعد تندرج ضمن عدة أركان, تصل أحيانًا إلى ستة وأحيانًا أقل من ذلك. بدءًا من التحرير أو البدوة وانتهاء بالتسلوم (التسليم) وما بينهما مجموعة من الجوابات والقرارات والقطع والأوصال يقرأها القارئ بانسجام مع الآلات الموسيقية التقليدية بشكل تعارف عليه أهله.

قليلة هي الأبحاث حول المقام العراقي, وعلى قلتها فقد حملت الآراء المتناقضة حول تاريخه ومنبعه. فهناك من أعاد تاريخه إلى العصر العباسي ومنهم من يرد أصله إلى ما قبل ذلك بكثير. فالحاج هاشم محمد الرجب يخلص في مؤلفاته إلى أن (المقام العراقي) أو المقامات العراقية الحالية لا يرتقي زمانها إلى أكثر من 300 أو 400 سنة قبل الآن. ويذكر أن المقامات العراقية مؤلفة من أجناس وعقود غنائية ثلاثية ورباعية خماسية وسداسية وقليل منها سباعية. بينما الموسيقى والغناء في العصر العباسي وما بعده ثمانية أي مؤلفة من ثماني نغمات (أوكتاف). والمقامات العراقية مقامات غنائية, بينما المقامات في العصر العباسي وما بعده مقامات موسيقية أي سلالم موسيقية لأجل التلحين كالسلالم الموسيقية الشرقية المثبتة في الكتب الموسيقية الحالية. ثم إن الكتب الموسيقية الخطية منها والمطبوعة التي ألفت خلال العصر العباسي ومابعده أي إلى نهاية القرن التاسع الهجري, القرن الخامس عشر الميلادي لم يرد فيها أي ذكر للمقامات العراقية الحالية. إذ لو كانت موجودة في وقتهم وعصرهم لكانوا ذكروها وشرحوها وشرحوا أركانها كشرحهم للأبعاد والسلالم والأوزان والإيقاعات والآلات الموسيقية وجميع ما يتعلق بفن الموسيقى والغناء شرحًا مسهبًا ومفصلاً.
في حين أن شعوبي إبراهيم, عازف آلة الجوزة ومدرس المقامات العراقية, يرجع تاريخ المقام إلى العصر الأول للخلافة العباسية, حيث وصلتنا أخباره من الكتب الخطية والمؤلفة من قبل فلاسفة وأعلام الموسيقى آنذاك والتي حققها الباحثون ويثبت أن هذه الكتب ذكرت أسماء المقامات الموجودة والمتداولة في العراق اليوم, كما ذكر الفيلسوف ابن سينا (... إن بعض النغمات يجب أن تخصص لفترات معينة من النهار والليل ومن الضروري أن يعزف الموسيقار في الصبح الكاذب نغمة راهوي وفي الصبح الصادق حسيني وفي الشروق رست وفي الضحى بوسليك وفي نصف النهار زنكولا وفي الظهر عشاق وبين الصلاتين حجاز وفي العصر عراق وفي الغروب أصفهان وفي المغرب نوى وفي العشاء بزرك وعند النوم مخالف...). والواضح أن هذه الأسماء لاتزال متداولة في المقامات العراقية اليوم.

اقتباس من موقع منتدى طرب سماعي



يوسف عمروالمقام العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق