الخميس، 1 أكتوبر 2015

فؤاد المهندس







ممثل مسرحي وسينمائي كوميدي مصري، من كبار الفنانين المخضرمين الذين مثلوا في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، تميزت أعماله الكوميدية بمذاق خاص وأسلوب راق، ويرجع إليه الفضل في اكتشاف العديد من الفنانين المشهورين على الساحة في الوقت الحالي.
ولد “فؤاد زكي المهندس” يوم 6 سبتمبر من عام 1924م في منطقة العباسية بالقاهرة، وترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما “صفية ودرية” والشقيق الرابع هو “سامي المهندس”، والده هو الدكتور “زكي المهندس” العالم اللغوي الكبير ولذلك كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية حيث ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذي ميزه في مشواره الفني.
التحق “المهندس” بكلية التجارة وانضم إلي فريق التمثيل بالجامعة وقد شاهد الفنان الراحل “نجيب الريحاني” وأعجب به في مسرحية “الدنيا على كف عفريت” فأنضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً وبعد وفاته انضم لفرقة “ساعة لقلبك” وكانت بدايته مع التمثيل.
“المهندس” قدم دور البطولة السينمائية عام 1954م في أول أفلامه “بنت الجيران” لمحمود ذو الفقار، إلا أنه عاد إلى الأدوار الثانية على مدى حوالي عشر سنوات حيث كان يؤدي مساعدا في أفلام أسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة من عمر السينما المصرية.
وكان من بين الأدوار الثانية التي مثلها عمله مساعدا لـ”كمال الشناوي” في فيلم “الأرض الطيبة” ولـ”عماد حمدي” في فيلم “بين الأطلال” ولـ”رشدي أباظة” في فيلم “أميرة العرب” و”الساحرة الصغيرة”، وكذلك لـ”عمر الشريف” في فيلم “نهر الحب” و”شكري سرحان” و”عادل مأمون” في فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”، بالإضافة إلى لاعب كرة القدم “صالح سليم” في فيلم “الشموع السوداء”.
بينما كان فيلم “عائلة زيزي” الذي أخرجه “فطين عبد الوهاب” بمثابة محطة بارزة في مشواره الفني حيث يُعد أحد العلامات في مسيرته الكوميدية التي اختير بعدها لادوار البطولة المطلقة، خاصةً بعدما شكل مع زوجته آنذاك الفنانة “شويكار” ثنائيا فنيا أثمر عددا من الأفلام الكوميدية منها “مطاردة غرامية” و”شنبو في المصيدة” و”أرض النفاق” و”أخطر رجل في العالم”.
وقدم “المهندس” بعض ممثلي الكوميديا الشبان آنذاك في أدوار بارزة ومنهم “عادل إمام” في مسرحية “أنا وهو وهي” عام 1964م و”سعيد صالح” في فيلم “ربع دستة أشرار” عام 1970م، إلا أنه عاد بعد أن تقدمت به السن إلى الأدوار الثانية مع بعض هؤلاء الذين صاروا نجوما حيث ظهر مع الفنان “عادل إمام” في فيلمي “خلي بالك من جيرانك” و”خمسة باب”، و”زوج تحت الطلب”.
وكانت فترة الستينيات من القرن العشرين هي العصر الذهبي للمهندس مسرحيا، ففيها قدم أعمالا كثيرة منها “السكرتير الفني” و”سيدتي الجميلة” و”أنا وهو وهي” و”حواء الساعة 12”، وفي مرحلة تالية قدم مسرحيات أخرى مثل “إنها حقا عائلة محترمة” و”سك على بناتك” أمام شريهان.
وفي الإذاعة اشتهر “المهندس” أيضاً ببرنامجه اليومي الذي استمر سنوات عديدة وهو برنامج “كلمتين وبس”، كما قدم للتليفزيون عدد من المسلسلات هي “عيون” و”ارض النفاق” و”العصافير.
وكان “فؤاد المهندس” يرى أن الفن له رسالة سامية وهى خدمة المجتمع ولأنه يحب الأطفال فقد كان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال وقد حالفه التوفيق في ذلك بعد مشوار فني طويل مع الأطفال من خلال تقديم فوازير “عمو فؤاد” التي تابعها كل الأطفال في مصر والعالم العربي.
ثم قدم عمل مسرحي للأطفال أيضا فكانت مسرحية “هاله حبيبتي” التي أوضحت سوء المعاملة التي يلقاها الأطفال في الملاجئ وبالفعل نبهت المسرحية الكبار لما يحدث في الملاجئ من تجاوزات بحق الأطفال.
وتوفي الفنان الكبير “فؤاد المهندس” يوم 16 سبتمبر من عام 2006م عن عمر يناهز 82 عاما، وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الاكتئاب الشديد عقب تعرض منزله الذي كان يقيم لحريق أتى على محتويات غرفته الخاصة وزادت حدة الاكتئاب بعد رحيل صديق عمره الفنان “عبد المنعم مدبولي”.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق