الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

صوت ريف العراق الاصلي داخل حسن


نتيجة بحث الصور عن داخل حسن
الفنان داخل حسن


ولدَ الفنان داخل حسن في مدينة الناصرية ـ قضاء الشطرة عام 1909..وكان محباً للغناء والطرب منذ الصغر ،وكان يمتلك صوتاً جميلاً ويمتاز بعذوبته ووجود بحة فيه ميزته عن أقرانه من الفنانين آنذاك ،وساعده على الانتشار والشهرة الواسعة وكان يلاقي استقبلاً رائعاً من الجمهور ، وقد انتشر اسمه وفنه بين أجواء الريف والمدينة لأنه كان في البداية يشارك في إحياء الحفلات والأعراس في بداية حياته الفنية،وقد مارس الغناء وكان عمره (12) سنة. وقد امتازت مدينة الناصرية عن بقية المدن الأخرى ... لكونها مدينة تاريخية هي امتداد لبلاد سومر وفيها عاش الإنسان وهو يكابد ويعاني ،وقد انعكست تلك المعانات في أعماله الفنية وفي الشعر واللحن والغناء ليعبر فيها عن همومه وأحزانه ولذلك أصبحت المدينة منجما للفنانين والمبدعين والشعراء أمثال : المطرب محبوب العبد والمطرب الملا جادر الخيفاني والفنان حضيري ابو عزيز والفنان ناصر حكيم والفنان داخل حسن والفنان حسين نعمة ...وغيرهم.وقد التقى الفنان داخل حسن في بداية حياته الفنية بالمطرب محبوب العبد وتعلم منه الكثير في وقته ، كذلك التقى مع المطرب الملا جادر الذي كان يغني طوراً خاصا يسمى طور (المجراوي) وظل الفنان يقلده وأحب الغناء الريفي وشارك في الحفلات والمناسبات والأعراس وكان مقلداً للأصوات والأطوار الذي سبقته وكان يتلقى إحسانا واستقبالا رائعا من الجمهور لعذوبة صوته ووجود تلك البحة التي ميزته عن الأولين والآخرين من الفنانين.
وبعد ان أسس له مكانا في الساحة الفنية آنذاك ابتكر الفنان داخل حسن له طوراً خاصا سماه (طور داخل حسن) حيث جمع فيه بعض الألوان من الابوذية والتي كانت شائعة في ذلك الوقت مثل طور(الحياوي والشطراوي والمجداوي والطويرجاوي والعياشي) وجمع هذه الأطوار واخذ من كل واحد ما يناسبه فجمعها في طور واحد تميز فيه وأبدع وأصبح يسمى (طور داخل حسن).وفي عام 1936 سافر الى بغداد وكان البغداديون في ذلك الوقت من محبي الغناء وخاصة المقام العراقي والغناء الريفي .. ويهتمون بالفن والفنانين وخاصة في المقاهي البغدادية ، وكانت بغداد تشتهر بكثرة المقاهي الشعبية المنتشرة في محلات بغداد ، وأصبح بعض المقاهي مقراً ومكانا يجلس فيه الفنانون الرواد . بحيث كانت تلك المقاهي تتنافس فيما بينها لجذب الأصوات الجميلة إليها لأداء وصلات غنائية ممتعة سواء في المقام العراقي أم في الغناء الريفي أمثال:مقهى الصالحية في محلة الصالحية ومقهى ياسين في سوق حمادة ومقهى ناصر حكيم في محلة علاوي الحلة ... وغيرها.كذلك عرفت بعض المقاهي البغدادية بأسماء الفنانين أمثال : مقهى ناصر حكيم ومقهى حضيري ابو عزيز ومقهى ام كلثوم.وقد غنى الفنان داخل حسن اللون الريفي وأبدع فيه ولقى استحسانا كبيرا من الجمهور وسجل عدة اسطوانات غنائية إلى شركات عالمية مثل شركة (سودات وشركة الجقمقجي) ثم غنى إلى الإذاعة اللاسلكية العراقية في بغداد عام 1936 مع الفنان عبد الأمير الطويرجاوي والفنان حضيري أبو عزيز والفنان ناصر حكيم ثم إلى التلفزيون العراقي وسجل أغاني وحفلات غنائية رائعة وكثيرة وعمل في الإذاعة والتلفزيون العراقي.وكان الفنان داخل يتخذ من المسبحة أداة إضافية عند الغناء.وكان للفنان ناصر حكيم مقهى في محلة علاوي الحلة يجتمع فيها الفنانون ويقدم وصلات غنائية ثم أصبحت في زمنها مدرسة لغناء الابوذية والمقام العراقي .. وقد غنى فيها المطرب حضيري ابو عزيز والفنان عبد الأمير والفنان داخل حسن.والابوذية هي لون من الشعر الشعبي المغنى تتكون من أربعة مقاطع ثلاثة متجانسة والرابع يختم بالياء ...وهي عراقية الأصل وأطوارها عديدة أشهرها (الصبا ، الشطراوي ،والمشكل ،والحياوي ، والمجري).ونتيجة اتساع شهرة الفنان داخل حسن في العراق والدول المجاورة .. سافر الى الخارج لإحياء حفلات غنائية وتسجيل اسطوانات الى عدة شركات وخلال سفره التقى بالفنانة الكبيرة أم كلثوم في مدينة حلب ولما سمعت صوته أطربت وأعجبت به ودعته إلى زيارة القاهرة لإحياء حفلات.ومن أشهر أغاني الفنان داخل حسن نذكر منها:

لو رايد عشرتي وياك حجي الجذب لاتطريه
ادور على الصدك ياناس ضاع وبعد وين الكيه

وكانت اول اغنية للفنان داخل هي (يا حضيري بطل النوح نوحك اشفادك) وبعد مرور الايام والسنوات احيل الفنان داخل على التقاعد من العمل في التلفزيون العراقي وعاد الى مدينة الناصرية ..وتوفي عام 1985 وترك خلفه ارثا غنائيا عظيما يعد مدرسة للاجيال القادمة وصوتاً شجياً في ذاكرة العراقيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق