- ولد الفنان الراحل طالب الفراتي بمدينة الناصرية بقضاء الشطرة جنوب العراق عام 1935 ليطرز سنواته السبعين بالجميل والممتع والمؤثر من الاعمال والادوار ففي التلفاز كان حضوره بارزا في العديد من التمثيليات والمسلسلات والسهرات التلفازية الى جانب ابرز فناني العراق المعروفين لاسيما في ( الدواسر ) و ( جرف الملح ) للراحل ابراهيم عبد الجليل اللذين شكلا منطلقا ً جديدا ً للدراما العراقية بآفاقها الواقعي
- والاجتماعية والانسانية والابداعية.. لتتواصل مشاركاته التلفزيونية في اعمال اخرى بينها: اللاهثون، والعم عناد واعماق الرغبة وبركان الغضب والعديد من الاعمال البدوية..وهكذا ديدنه في الاعمال الاذاعية برامج وتمثيليات ومسلسلات وفيها برز مقدما ناجحا وباستقطاب جماهيري كبير وممثلا محبوبا اصبح محل اعجاب وتقدير الجميع متلقين ومعنيين على حد سواء.لكنه في الشاشة الكبيرة (السينما ) يحقق طالب الفراتي حضوره الاكبر في العديد من الافلام السينمائية لابرز مخرجي السينما في العراق يقف في مقدمتها الفلم الروائي الكبير ( الظامئون ) الذي قدم فيه المخرج محمد شكري جميل احدى روائعه خاصة والسينما العراقية عامة حيث كان الفراتي احد الفنانين الذين اسهموا في صياغتها الى جانب فنانين كبار مثل خليل شوقي وناهدة الرماح وفوزية عارف وسامي قفطان ومي شوقي.. ويكرر التجربة ذاتها في فلم (التجربة ) لفؤاد التهامي بالاشتراك مع الفنانين اللامعين سامي قفطان وغازي التكريتي وقاسم الملاك وبهجت الجبوري وقائد النعماني وافراح عباس، ويحصد الفراتي في فلم ( يوم اخر ) للراحل صاحب حداد بعد ان قدم اروع ادواره السينمائية جائزة افضل ممثل حيث يقدم وبتماه عال شخصية الاقطاعي المتنفذ الذي يشحذ كل غرائزه الحيوانية وشهواته الاستغلالية وينقض على اولئك الفلاحين الاميين ، وفي (الباحثون) للمخرج الراحل:د. محمد يوسف الجنابي يقدم وزملاؤه الفنانون قصة ذات رؤى ومخيلة انسانية في رحلة للبحث عن كنز مدفون في عمق الاهوار جنوبي العراق.. ويعود للعمل السينمائي مجددا مع المخرج الراحل صاحب حداد في فيلمه الكوميدي الجميل والممتع ( عمارة 13 ).. كما يعود ليقدم مجددا مع المخرج الكبير محمد شكري جميل فيلمين اخرين هما: ( المسألة الكبرى )و (الفارس والجبل ).. وكذلك كان حضوره على المسرح كبيرا ايضا فقدم العديد من الاعمال المسرحية واتسعت جماهيرية الفنان طالب الفراتي مع انتقاله للعمل في الفرقة القومية للتمثيل ( الفرقة الوطنية حالياً ) ليكرس نجوميته في العديد من المسرحيات كان ابرزها مسرحية ( المحطة ) لفتحي زين العابدين عام 1985م التي كانت ومازالت من افضل المسرحيات الشعبية الكوميدية سواء التي قدمتها هذه الفرقة أو التي عرضتها الفرق الاخرى لما انطوت عليه من مواقف ومفارقات كوميدية ذات دلالات اجتماعية وانسانية بالغة الاهمية لاسيما في الشخصية التي جسدها الفراتي التي جسدت الشهامة والنخوة والطيبة الى جانب زملائه الفنانين المعروفين: الراحل عبد الجبار كاظم وعماد بدن وليلى محمد ، وهذه المسرحية التي عرضت للمرة الاولى عام 1985 في المسرح الوطني واعيد عرضها على خشبة مسرح الرشيد عام 1986 فضلا عن عرضها في محافظات كربلاء وواسط والموصل وبأقبال جماهيري مازالت عند عرضها تلفازياً تحقق ذلك الاثر وتدخل البهجة والمتعة الى النفوس بالرغم من مرور اكثر من عشرين عاما على عرضها.. وتوالت مشاركات الفراتي في اعمال مسرحية اخرى منها: فندق وسط المدينة، واحلام العصافير، والبهلوان وغيرها من المسرحيات مع الفرق المسرحية الاخرى.. الفراتي متزوج من اثنتين كانت الاولى ربة بيت خلفت له عدة ابناء كان من بينهم الشاب نبيل الذي مات عام 1981 وهو مايزال طالبا في كلية الزراعة .. اما زوجته الثانية فهي الفنانة ازهار حمودي التي قدمت العديد من البرامج الاذاعية والتلفازية وغيرها من التمثيليات والسهرات والمسلسلات وقد كانت رفيقة دربه ومشواره الفني الطويل وفي فترات مرضه لجأت الى فتح محل من دارها قامت فيه ببيع المواد الغذائية لكي تقوم بتوفير ما يمكن لرعايته واعالته في وقت لم تمتد له يد العون من زملائه او الدولة باستثناء راتبه التقاعدي الذي لايغني ولا يشبع من جوع رحم الله فناننا طالب الفراتي الذي اثرى الحركة الفنية في العراق بعطاءاته الثرة وباعماله الفنية وشكلت وفاته خسارة لايمكن ان تعوض لفنان كان بحق فنانا اصيلا وبطلا للادوار الشعبية التي ميزته وتميز بها متلازما تلازما عضويا لايمكن نسيانه او محوه من ذاكرة الفن العراقي الاصيل... ورحل عنا الفنان الكبير طالب الفراتي صباح الاربعاء الماضي(6/8 /2005) ودع فنانونا وحشد من المحبين والمعجبين من مختلف شرائح المجتمع في قاعة المسرح الوطني الفنان طالب الفراتي الذي وافاه الاجل المحتوم بعد معاناة طويلة مع المرض وبعد ان اثرى المشهد الفني في العراق على مدى خمسة عقود بالعديد من الادوار المميزة ذات النكهة الشعبية والاداء عفوي والتلقائي .
الاثنين، 28 ديسمبر 2015
الممثل العراقي طالب الفراتي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق