الخميس، 10 ديسمبر 2015

مقارنة مابين فرقة ام كلثوم والفرقة الماسية



 ولكن فرقة ام كلثوم كانت لا تستعمل النوتة , كانت ام كلثوم وملحنوها العمالقة يفضلون العازف الماهر الحلو الأداء وكان الملحن يمسك العود ويقوم بتحفيظ الفرقة جملة جملة , لذلك لو قارنت بين الجمل الموسيقية في الفرقة الماسية وفرقة ام كلثوم ( مع ان طاقم الجمنجات كن هو نفسه في الفرقتين ) تجد في الفرقة الماسية توحيد في اداء الجملة نظراً للتقيد الشديد بالنوتة الموسيقية والتي تحدد ما اعزف بالتحديد ( يعني ممنوع إضافة شيء على النوتة وكل شيء مطلوب في العزف مكتوب في النوتة ) ولكن مع ام كلثوم , العازف كان يحفظ اللحن في خمسين بروفة حتى يمشي اللحن في اعماقه وفي دمه , ومع وجود جو السلطنة المفرطة مع ام كلثوم هنا يُترك العازف ليجود اثناء العزف لذلك تجد السلطنة المفرطة للكمنجات مع ام كلثوم وذلك جزء من إبداع ام كلثوم فالكمنجات هي البطانة أو الفرش الذي يبطن صوت المطرب القدير أو يفرش له ليقدم احلى ما يمكن أن يؤديه , لأن الكمنجات اقرب صوت للصوت البشري , ولو تلاحظوا الخواء في أغاني اليوم انهم استغنوا عن احلى واجمل وأهم مايميز الغناء الشرقي وهو عزف الكمنجات مصاحبة للمطرب وتجد اليوم المطرب يغني على الإيقاع فقط وهذا يضيع 70% من السلطنة الموجودة في كل اغاني زمان والمفقودة هذه الأيام , وكلمة اقولها على مسؤوليتي الخاصة , عندما ترى أم كلثوم بكل عبقريتها شامخة امامك انا اسميها جبروت أم كلثوم على المسرح , كان هذا الجبروت ينقسم إلى قسمين 50 ( % خمسون في المائة ) ام كلثوم بكل عبقريتها و50 % من حول أم كلثوم من مؤلفين وملحنين ثم العازفين العباقرة والذين كان من حسن حظ أم كلثوم أن يعزف معها كل تلك المجموعة الفريدة من نوعها من العازفين , وقد كان منهم الاكاديمي وغير الأكاديمي. كان العازف المرشح للفرقة الماسية لابد ان يتوافر فيه شرط القراءة الفورية للنوتة اما العازف المرشح لفرقة أم كلثوم لابد أن يتوافر فيه شرط أن يكون حافظاً لكل أغاني أم كلثوم الحديثة ( وأقصد بكلمة الحديثة هنا جميع الأغاني التي غنتها أم كلثوم خلال العشرين عاماً السابقة على الأقل ) والسبب أن من طقوس أم كلثوم كانت من زمان وإلى 1969 تقريباً تغني ثلاث وصلات في الحفلة الوصلة الثانية تغني الأغنية الجديدة والوصلة الاولى تغني الأغنية السابقة التي قبل الجديدة اما المهم الوصلة الثالثة كانت تختار اغنية من أغانيها الاقدم في حدود عشرين سنة ماضية , وكان إسم الأغنية سر غير معروف واحياناً كانت تختار الأغنية بعد أن تصعد على المسرح , يعني تحس إن نفسها تغني هجرتك مثلاً او الحب كده , لذلك كان المفروض أن يكون العازف حافظاً لكل الأغاني بالحرف وهنا يأتي الدور الخطير لعملاق آخر من عمالقة عازفي فرقة أم كلثوم محمد عبده صالح عازف القانون الذي لم ولن يتكرر في الموسيقى العربية كان يجلس على القانون كالأسد  كان يحفظ كل اغانيها  في اي لحظة يعطيك أي أغنية من ايام سلامة وحتى آخر حياته ( بعد ودارت الأيام ) , لو تلاحظوا قبل البدء أو بين الكوبليهات تحس انه يداعب قانونه او ( يخربش الاوتار ) ولو دققت فيما يفعل تجده يعطي تأشيرة للازمة القادمة  (اللازمة يعني المقدمة الموسيقية للكوبليه القادم ) ، والعازف من الممكن أن يكون حافظاً للأغاني ولكن يلزمه تأشيرة يتذكر بها بداية اللازمة ولولا محمد عبدة صالح لأضطرت أم كلثوم إلى العزف بإستعمال النوت الموسيقية مما اعتقد كان سيضيع جزءاً كبيراً جداً من السلطنة الخاصة بنظام أم كلثوم الفريد .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق