سألته في أول عهدي بالإذاعة عن أصل فكرة - الرفوف العالية- فقادني الى المكتبة الإذاعية القديمة وأراني رفوفها العالية فعلاً التي ماكانت لِتُطالَ إلاّ بسلّم عالٍ أيضاً وقال إنه لما وَجد فوق تلك الرفوف كّماً كبيرا من (الإسطوانات) المركونةِ والمتروكة التي كانت تُبث قبل تصنيع الشّريط الصوتي المعروف بـ(البكرة) فقد تولّدت لديه فكرة آستثمارها في برنامج يحمل الآسم نفسه ويُعرّف بها وبأصحابها من المطربين والمطربات مثلما يعرّف بجوّها وبيئتها وألوانها الغنائية.
ومن المفارقات التي حصلت معه أن صديقاً نعى إليه المطربة البغدادية - صديقة الملاّية- وكانت تعاني من المرض والفاقة في سنيّها الأخيرة , فما كان من الدروبي إلاّ أن يأسى لهذا الخبر ويسارع الى تقديم حلقة خاصة عنها, وما إن بٌثتّ حتى هاتفته – صديقة – نفسها قائلة له بصوت متعب خفيض وبلهجتها البغدادية : (عيني أبو ماجد آني صديقة ... صدقه لعينك آني بعدني طيبه ما متت).
وعلى ذكر الموت و- الموت حق – كان الدروبي يتطيرّ من ذكره , ولهذا فإن الفنان الاذاعي الكبير المرحوم عبد الله العزاوي غالباً ما كان يتعّمدُ ذكر أخبار (وفيات وهمية) أمامه , فينهض الدروبي ويغادر مجلسه فوراً !
والحديث عن الاذاعي الدروبي يعني الحديث عن إذاعة متنقلة , بتاريخها وإذاعيّيها والآلاف المؤلفة من صوتياتها البرامجية والموسيقية والغنائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق