الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

لقد استهانوا العيش حتى اهملوا ( تكملة ) معروف الرصافي


لقد استهانوا العيش حتى أهملوا سعياً مغبة تركه الإعنات
يا صابرين على الأمور قسومهم خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فانه ان دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة ٍ والماء تجمع سيله القطران
لا تستنيموا للزمان توكلاً فالدهر نزَّاء له وثبَات
فتناطحا وتوالت الهجمات فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة
تالله إن فعالكم بخلافه نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بان ترك السعي في وترِف فوقك للهدى رايات
إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا او قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة َ في حالة فكأنكم اموات
شقيت بكم لما شقيتم ارضكم فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي الى العلى فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه لرقي كل مدينة مرقاة
ان البلاد اذا تخاذل اهلها كانت منافعها هي الآفات
تلك الرُّصافة والمياه تحفها والكوخ قد ماجت به الازمات
سالت مياه الواديين جوارفا فطفحن والاسداد مؤتكلات
فتهاجم الماء إن من صفتَيهما فتناطحها وتوالت الهجمات
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة وتساوت الوَهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت بالكرخ نازلة لها ضوضاة
فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء منها فقاءت اهلها الابيات
واستنقعت فيها المياه فطحلبت بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره مهدومة وعراصه قذرات
ياكرخ عز على المرؤة انه لجج المياه عليك مزدحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده خبراً تفيض لمثله العبرات
مست تناديه وتندب اربعاً طمست رسوم جمالها الهبوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق