الأحد، 31 يناير 2016

رحلة احلام وهبي الفنية

                            

بدءا تحدثت احلام وهبي عن مشاريعها الجديدة حيث سجلت عددا اخر من اغانيها وصورتها تلفزيونيا كما سجلت لقاء لاحد البرامج عن ناظم الغزالي..
قلت.. ماذا ستتحدثين عن ناظم؟
ـ ناظم كان من اعز اصدقائي.. تربطني به علاقة وذكريات جميلة، كنا نحيي حفلاتنا سويا.. وكنا نغيب في المحافظات اياما عديدة لاحياء حفلات حية..
هل احبك مثلا..؟

ـ كنت متزوجة، وكان هو مرتبطا بالمطربة الراحلة سليمة مراد، وهي صديقتي.. ثم «ما كل ما يتمنى المرء يدركه».
هل كانت سليمة مراد تحيي هذه الحفلات ايضا؟
ـ ليس دائما.. خاصة في المحافظات حيث اكون المطربة  الوحيدة التي تشاركه الحفل.
ولكن لونك مختلف، انت الاغنية البغدادية، وهو المقام العراقي؟
ـ كان يرتاح لهذا اللون الخفيف الذي اقدمه، لذلك يقول كلانا يعطي ملامح الاغنية التراثية.
ألم تكن لديه علاقات حب؟
ـ كان ـ الله يرحمه ـ لا يعطي مجالا للمعجبات بفنه ونادرا ما يرتبط بهن بعلاقات اعجاب وصداقة.
ولكنه احب سليمة مراد
ـ المطرب لا يمكن ان يعيش بدون حب
قد ينسحب هذا الرأي عليك ايضا؟
ـ اجل.. لا اقدر ان اعيش بدون حب.. ومعظم الاغاني التي اديتها انما هي نتاج حالة حب حقيقي ولذلك كنت اعتزل الفن فترة، لان الحب والفن لا يتلقيان، فأختار الحب واهجر الفن.. وبعد ان يستنفد الحب او يستهلك اعود الى الفن.
هل يستهلك الحب؟
ـ نعم «ماكو حب يستمر طوال العمر»!
قيل «احلام الهوزوز» اي انك ابنة الفنانة منيرة الهوزوز «هل هناك ما يدحض هذا الرأي؟
ـ نعم.. انا افتخر ان تكون منيرة الهوزوز امي ولكن الحقيقة انها مربيتي، في بيتها نشأت وتعلمت الغناء على يديها.. لم اعرف احدا من اسرتي قدر معرفتي لها.. كنت ادعوها «ماما».
ماهي الصورة الباقية لديك عنها؟
ـ فنانة كبيرة تنحدر من اصل تركي، جميلة جدا وذات صوت رائع، شفافة ومرهفة الى حد بعيد، نشأت حياتها دون ان ترتبط بزواج، وكانت تقدم اغانيها على المسرح في ملاهي بغداد بحيث لا تكرر اليوم اغاني الامس لكثرة ما يلحنون ويكتبون لها، تلبس ازهى ملابسها على المسرح تغني وترقص بحركات غاية في الرقة والتعبير.. كل اغانيها كتبت تغزلا لها، وكان بيتها ملتقى كل الشعراء والصحفيين اذكر منهم المرحوم حافظ جميل والمرحوم عبد الكريم العلاف الذي كتب معظم اغانيها.. والمرحوم حقي الشبلي والصحفي صادق الازدي.. كما نظم المرحوم معروف الرصافي قصيدة طويلة عنها متغزلا بمحاسنها وصوتها.. جميع اغانيها ولدت في بيتها مؤلفة وملحنة.. وهذا يكفي.. لكن هذه الاغاني ضاعت جميعها عدا بعض الالحان التي سجلت في اسطوانات.
انا مطربة مسرح
لم تجرب احلام غناء الريف النايل والسويحلي والابوذية الخ «كرست فنها للاغنية البغدادية وهي تتمنى ان يعود الملحنون لصياغة هذا اللون بعدان وضعوا الاغنية العراقية في متاهة الالحان التجارية والايقاعات المستوردة، قلت لها.. هل لديك مواصفات للاغنية التي كرست لتقديمها؟
ـ اغنية اصيلة، فيها مشاعر ابن المدينة، لغتها قريبة من الفصحى ولذلك يفهمها العربي في كل مكان، وهي التي جعلت ناظم الغزالي علما للغناء العراقي في الوطن العربي حتى هذا اليوم..
والحركة الايقاعية المرافقة لاغنيتك.. هل هي موروثة من منيرة وغناء الملاهي ايام زمان؟
ـ الحركة مع الاغنية جزء متمم لها، انا ارقص واغني وامثل في الاغنية، وهو لون الغناء على المسارح ايام زمان، ولم تبرز مطربة عراقية تؤدي نفس طريقتي.. شادية تغني وترقص وتمثل.. هل ظهرت مطربة بمستواها او في الاقل بنفس طريقتها؟
من باعتقادك.. يمكن ان تعد نفسها لتكون المطربة العراقية الاولى الان؟
ـ لا توجد.. امل خضير فيها نكهة الاغنية البغدادية خاصة حين اعادت تقديم اغاني يحيى حمدي وعباس جميل ولكنها ثقيلة في الاداء، ليست مطربة مسرح.. انوار عبد الوهاب، صوت جميل وواسع ولكنها انقطعت عن الغناء بدون سبب سيتا هاكوبيان صوتها غربي اكثر من كونه شرقيا، اما الفنانة مائدة نزهت فقد اعتزلت الغناء.. الم اقل لك انه لا توجد مطربة عراقية..
وانت متى ستعتزلين الغناء؟
ـ الان لا افكر بالاعتزال.. عندي جمهور يرغب ان يسمعني حتى ولو بالاغاني القديمة..
قلت انك غنيت ومثلت.. ترى هل مثلت افلاما ذات قيمة؟
ـ كانت الافلام العراقية نتاجا للقطاع الخاص، جسدت فيها ادوار البطولة في عدد منها فيلم ليالي العذاب، بصرة ساعة 11، بأمر الحب، موضوعاتها بسيطة.
والاغنية الاعلانية سينمائيا ـ الا تفكرين بتقديم اغان اعلانية على غرار (جت الحلوة تك تك)؟ الذي ظهرت به مع احمد سلمان اوائل الستينيات؟
ـ قدمت آنذاك ثلاثة او اربعة اعلانات غنائية عن السياحة والمصنوعات العراقية كما قدمت ديالوجا عاطفيا واخر سياحيا مع المطرب احمد سلمان، ولو اتيح لي ان اكرر التجربة ساكون مسرورة لذلك.
عشت خارج القطر فترة ليست قصيرة هل قدمت لونك نفسه هناك، ام غنيت الحانا عربية بلهجات مختلفة؟
ـ في القاهرة قدمت لحنا لمحمد الموجي (زمان يا جار) باللهجة المصرية، وفي الخليج غنيت السامري الصوت الكويتي كما قدمت لحنين لمحمود عبد الرزاق وعوض دوخي، وحاول الموسيقار محمد الموجي تقديم (كلبك صخر جلمود) باعادة تلحينها على الطريقة المصرية ونجحت المحاولة لانه حافظ على لحنها الاصيل ويبقى اللون العراقي الذي قدمته في الخارج هو الاساس..
من هم ملحنوك الاوائل؟
ـ ناظم معين، احمد الخليل، رضا علي، محمد عبد المحسن.
لو اتيح للاحياء منهم ان يلحنوا لك اللون البغدادي هل ستنجح هذه التجربة؟
ـ لحن لي قسم ولكن لم تكن بمستوى اغانيهم الاولى.. ربما لانهم انصرفوا خلال هذه الايام للانتاج السريع.. والاغنية البغدادية تحتاج الى جهد ودراية لتلحينها..
طالب القره غولي.. الحانه ذات نكهة تقترب الى اللون البغدادي.. لماذا لم تحاولي الحصول على لحن منه؟
ـ صحيح.. ولكنه يفترض عدم وجود مطربة عراقية، فيلحن لسوزان عطية وسميرة سعيد ورباب..!
وانا الملم الاوراق لانهي هذا الحوار الممتع اقترح الفنان احمد سلمان الذي كان حاضرا اللقاء ان يقدما ديالوجا عاطفيا من نتاج الستينيات التي اشتهرت في الاذاعة بصوتيهما.. كانا ثنائيا جميلا، قلت حبذا لو تعودان لهذا التقليد.

هناك 3 تعليقات:

  1. احلام تعود لذلك الزمن الجميل حيث كان للفن قيمة عالية.. احب أغانيها ولازلت ارددتها عاست الايادي سوسن ��

    ردحذف
  2. شكراً عزيزتي سهير احلام وهبي قيمة فنية لاتتعوض
    تحياتي لك

    ردحذف
  3. اسمحي لنا بنشر المقال بعدما رحلت في مجلة ضفاف الورقية مع التقدير

    ردحذف