الأحد، 24 يناير 2016

نصري شمس الدين





  • ولد نصر الدين مصطفى شمس الدين في بلدة جون في 27 حزيران 1927، من أسرة تعرف بعائلة "المشايخ"؛ وكان الوالدان يتمتعان بصوتين رائعين، خصوصاً الوالدة، ما أكسب أصغر أشقاء البنات الثلاث والأبناء الصبيان الستة نصري، هذا الصوت المميز، بعدما ساعدت الوالدة في صقل الموهبة، التي كان يطيب لها سماع ابنها وهو يدندن أغاني كارم محمود.
    بعد مدرسة جون الابتدائية، التي تابع فيها نصري دراسته الأولى، انتقل إلى مدرسة المقاصد في صيدا. وفي سن السابعة عشرة، وقبل إتمام المرحلة الثانوية، انتقل إلى تدريس مادة اللغة العربية في مدرسة شبعا في قضاء حاصبيا، ثم في مدينة صور. وبعد حفلة غنائية اقامها أمام التلامذة عازفاً على العود الذي يرافق الصوت الصداح في العتابا والمواويل؛ في الثانوية الجعفرية في صور، تدخل المدير "بكل محبة" وخيّر نصري بين مهنة التدريس أو الغناء، وكان أن اختار نصري ما يرغب ويعشق، الفنّ والطرب.
    ينتقل نصري إلى مصر ليعمل في شركة "نحاس فيلم"، ثم إلى بلجيكا ليدرس الموسيقى ويعود إلى بيروت حاملاً دبلوماُ في الموسيقى؛ ولأنه لم يوفق في المجال الذي يرغب، يعمل نصري موظفاً في مركز البريد في بيروت في نطاق الاتصالات الهاتفية. وتتدخل الصدفة بعد العام 1952، إذ يقرأ نصري إعلاناً في إحدى الصحف اللبنانية مفاده ان إذاعة "الشرق الأدنى" تبحث عن مواهب فنية شابة، فسارع إليها؛ ليقف ممتحناً أمام لجنة حكم كانت مؤلفة من: عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، حليم الرومي وغيرهم، تقرر ضمه إلى الفريق الغنائي في الإذاعة التي أصبحت تعرف لاحقاً بإذاعة "لبنان الرسمية". ومن هناك انطلق نصري شمس الدين في مشواره الفني عندما أدى ثلاثة اسكتشات غنائية "مزراب العين" و"حلوة وأوتوموبيل" و"براد الجمعية"؛ ثم يطلق أغنيته الخاصة الأولى، "بحلّفك يا طير بالفرقة" وهي من ألحان المبدع فيلمون وهبي، الذي ارتبط به ارتباطاً وثيقاً في صداقة حميمة ورفقة مشاوير "عيد العصافير" إلى جانب إيلي شويري ووليم حسواني.
    ومع فيروز شكل نصري عاموداً رابعاً في المسرح والفن الرحباني الذي انضم إليه عام 1961 و"انفرد" عنه في العام 1978، بعد مسرحية بترا وافتراق فيروز عن عاصي، لينطلق بأغان وألبومات منفردة توّجها في ألبوم "الطربوش" من تلحين ملحم بركات. وشارك نصري في تأليف وتلحين بعض أغانيه على نحو أغنية "ليلى دخل عيونها" ولحّن قصيدة "بعرسك جيت غنيلك قصيدة" التي غناها في عرس ابنته ألماسة وهي من كلمات مصطفى محمود.
    تزوج نصري شمس الدين في العام 1956 من يسرى الداعوق وأنجب منها: مصطفى وألماسة (توأمان)، مي وماهر، ريما ولين (توأمان). وقبل توجهه إلى "سوريا حيث كان مقرراً إحياء حفلته الغنائية، أصبتُ بوعكة صحية، شعرت بوالدي وكأنه انهار، يعانقني يروح ويجيء في البيت، وما أن دخل إلى الحمام حتى سقط وشجّ رأسه، بعدها عبر عن رغبته في تأجيل الحفلة ليبقى إلى جانبي، فأخبرته بأنني صرت بحال جيدة ولديه ارتباطات لا يمكن إلغاؤها. بعدها تحدث عن الموت، إذ قال: "أشعر أنني سأموت قريباً"، استغربنا، وكان ما توقع، توفي كما والده نتيجة نزيف دماغي حاد". بحسب ابنته ريما التي تملك صوتاً بروعة صوت والدها وشهادته، بيد أنها توقفت عن ذلك بعد وفاته، "لأنه لم يكن يرغب أن أسلك هذه الدرب المليئة بالأشواك".
    بعد وفاته حاول ابن عم نصري، عادل شمس الدين تأدية أغاني نصري في المناسبات من أجل ديمومتها، بيد أن هو الآخر عاجله الموت المفاجئ عام 2006 قبل أن يبلغ الخمسين




زجل بين فيروز ونصري شمس الدين


غلطنا بحقك سامحينا

  •                             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق