الجمعة، 8 يناير 2016

الملحن العراقي محسن فرحان


في مدينة كربلاء تناغمت روحه مع احزان الارض والناس هناك لتذوب روحه بحزن شفاف رقيق وهويسمع ويراقب المواكب الحسينية وهي تردد قصائد الحزن واللوعة وعذابات الانسان وجور الطغات لتتعايش روحة مع هذه الاجواء ولتنعكس فيما بعد الى الحان جميلة واغنيات رائعة ليكون مع مرور الايام احد ابرز ملحني العصر الذهبي للاغنية العراقية في فترة السبعينات وما تلاها .فلقد قدم اغنيات غاية في الجمال والروعة مثل (غريبة الروح)لحسين نعمة و(عيني عيني) و البارحة لسعدون جابر يكولون غني بفرح التي غناها حسين نعمه ثم قحطان العطار و( ما بيه اعوفن هلي) لحسين نعمة و(كرستال) امل خضير هذه الاغنيات وغيرها اغنت المكتبة الصوتية العراقية بل العربية وانطلقت من معطفه عشرات من الالحان المهمة وكان لوالده دور مهم
خاصة وانه كان يمتلك صوتا جميلا وتربطه علاقات طيبة مع المثقفين والفنانين والمبدعين في كربلاء وفي مقدمتهم لطيف رؤو ف الذي كان في ذلك الوقت يقود الفرقة الموسيقية في المحافظة والذي كان المشجع والمحفز الاول له في اكتشاف الموهبة الفنية الذي بادر الى ضمه الى الفرقة الا ان الفنان محسن فرحان لم يجد نفسه في الانشاد بل ان طموحه كان اكبر من ذلك لهذا بدأ بتعلم العزف على العود كانت والاوكروديون ففاجئ الجميع بذلك ولم يكتف بل اصبح همّه جمع كل عدد من الكتب التي تعني بالموسيقى والغناء حتى أتقن التدوين الموسيقي(النوتة) بمساعدة استاذه لطيف رؤوف ولم يكتفي الفنان محسن فرحان بذلك بل دخل معهد الفنون الجميلة الا انه لم يكمل المعهد بسب اعتراض الفنان سلمان شكر بحجة ان الفنان محسن فرحان قد اكمل كل ادواته وعليه ان يفسح المجال لغيره
في عام 1972 بدأت شهرته الحقيقية مع اغنية (غريبة الروح) للفنان حسين نعمة وكلمات الشاعر جبار الغزي لتكون جواز سفره الى القلوب وانطلاقة لعشرات من الاغنيات منها (ما بيه اعوفن هلي) و(كوم انثر الهيل)و(حظن المحبة)و(فاركونة)و(خسارة يازمن)و(بين علي الكبر)وغيرها لحسين نعمة و(عيني عيني) و(لتصدك اليحجون)و(دمعه وكحل)و(البارحة) لسعدون جابر و(أه يا زماني) و(يكولون غني بفرح) و(لوغيمت دنياي)و (شكول عليك)و (زمان) و(يافيض) لقحطان العطار و(يا هوى الهاب)و (تردون) لحميد منصور(طير الحمام)و (هلا ياعيني) لرضا الخياط, وعشرات الاغاني لصباح السهل، وفؤاد سالم،وسعاد عبد الله، وازهار الصباح،وانوار عبد الوهاب ،كريم حسين وغيرها من الاصوات
في عام 1976 دخل معهد الموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة في القاهرة بأشراف عازف القانون (سامي نصير) حتى العام 1978 وخلال هذه الثلاث سنوات توطدت علاقته بكبار الملحنين العرب منهم (بليغ حمدي, محمد الموجي, هاني مهنى) ويعتبر الفنان محسن فرحان ان مدرسته من المدارس القلة في مدرسة السبعينيات و احد اهم المؤسسين للاغنية السبعينية
الا ان الحروب والحصارقد اثر على المبدعين في العراق وفي مقدمتهم الفنان محسن فرحان حيث قل انتاجه بل ان بعض الحانه سجلت وصورت دون علمه او موافقته الا ان اخلاق هذا المبدع جعلتة يختار الصمت اما الاصوات التي غنت الحانه ومن المفارقات التي لابد ان تذكر ان الفنان محسن فرحان قد اجبرته الضروف لبيع عوده بمبلغ لايتجاوز الخمسون الف دينار من اجل فتح محل بقالة ليعتاش عليه هو وعائلته
هذا المبدع عاد من جديد بعد 2003 الى الساحة الفنية ولكن هذه المرة مستشاراً فنياً لاتحاد الموسيقيين العراقيين كما شارك في قناة السومرية في برنامج (عراق ستار) لرعاية الاصوات الشابة ولم يكتف عند هذا البرنامج بل ا شترك في برنامج في قناة البغدادية يحمل عنوان(على خطا النجوم) وهو ايضاً لرعاية الاصوات الشابة وتقديمها للجمهور لتأخذ دورها الفني في رفد الفن العراقي الاصيل, ولأنه احد ابرز الفنانين العراقيين اختارته قناة (الحرة عراق) ليكون احد اعضاء الاعداد وأحد المختصين بالاغنية العراقية في برنامج( الاغاني ) كما اشترك في قناة الشرقية ببرنامج مشابه ومن الالحان الجديدة التي قدمها اغنيتين للفنان حسين نعمة الاولى بعنوان(الضياع) والثانية(عندي الليلة هموم هواي) واغنيتين للفنان ياس خضر هما (سود الليالي) (شفتونه نحبكم)ويبقى الفنان الكبير محسن فرحان ذلك المبدع الشفاف المبتسم رغم كل احزانه واوجاعه وتبقى الحانه نجوما زاهية في سماء الاغنية العراقية الاصيلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق