فتاة جميلة تلفت الأنظار إليها من الوهلة الأولى، تشربت مسامها بحب الفن، واحترفت الفن ضد رغبة والدها الذي أراد أن تنشأ فتاته ملتزمة محجبة بعيدة عن الفن، رغم عمله في السيرك كمروض للأسود، وعمل والدتها بالسيرك، واحتراف شقيقها الفن كممثل ثم مصمم معارك في الأفلام، إلى جانب ابنة عمتها الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف، هي الفنانة سميحة توفيق.
ولدت سميحة في محافظة المنيا في 13 مايو عام 1928، وظلت عاشقة للفن تتأهب لاقتناص أي فرصة تأتيها، حتى شاهدها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، ورغم أنها كانت ترتدي الحجاب وأن عمرها لا يتجاوز 14 عام، إلا أن ذلك لم يمنع يوسف من الذهاب لوالدها طالبا منه السماح لها بالدخول إلى عالم الفن، بعد أن لمح في عينيها الجرأة وفي وجهها الجمال والأنوثة.
تمرد
ساعدها يوسف وهبي في بداية مشوارها، وبدأ يقترح اسمها على المنتجين والمخرجين لتظهر في أدوار الراقصة، حتى تمردت سميحة على هذه الأدوار وقدمت نوعية مختلفة.
ومن أهم أفلامها في البدايات مشاركتها للفنانة ماجدة والفنان حسن فايق والفنان إسماعيل ياسين في فيلم "ليلة الدخلة" عام 1950، وبعده بعام شاركت في فيلم "ابن النيل" مع المخرج يوسف شاهين، وقدمت دور راقصة لعوب، وهي طبيعة الأدوار التي اشتهرت سميحة بتقديمها على مدار مشوارها الفني.
يعرفها الجمهور من خلال شخصية "أمّة دلال" في "نحن لا نزرع الشوك"، "بوسي" في "ابن النيل"، والراقصة اليهودية في "هجرة الرسول"، و"أم بدوي الهبلة العبيطة" في "ريا وسكينة".
نجومية ضائعة
بدايات سميحة كانت تبشر بأنها ستنافس النجمات المتربعات على عرش السينما آنذاك، خاصة وأنها تقدم لون يختلف كثيرا عن ذلك الذي تقدمه ماجدة الصباحي أو فاتن حمامة، لكن زحفت عليها الأمراض وهي في سن صغير جدا، وأبعدتها عن العمل الفني.
أصيبت سميحة بمرض في الكبد، ولم تجد من يقف إلى جوارها سوى الفنانة تحية كاريوكا، التي تحملت تكاليف العلاج كاملة، كما هاجمها مرض هشاشة العظام، فكانت عندما تؤدي مشهد ترتدي فيه فستان عاري، تعاني بعدها أسبوعين من آلام في العظام، فكان سببا في عدم تحقيقها حلم النجومية المنشودة.
وفي حوار صحفي لها قبل الرحيل بفترة قصيرة، أكدت سميحة أن ابنة عمتها نعيمة عاكف لم تساعدها في بداية مشوارها، في حين وقفت إلى جوارها الفنانة تحية كاريوكا، ووصفتها بأنها بنت جدعة وإمرأة "بمية راجل"، ولم تشعر نحوها بالغيرة كما أشيع، بل على العكس أنقذتها من براثن الملك فاروق، والذي عُرف بتعدد علاقاته النسائية، وفقا لحوار سميحة.
قصة حب
تزوجت سميحة من ضابط طالبها بالابتعاد عن الفن، وانصاعت لرغبته في البداية، وبعد انفصالها عنه عادت للفن من جديد، وتزوجت بعده من الموسيقار عطية شرارة.
وروت سميحة قصة حب الفنان فؤاد المهندس لها، قبل زواجه من الفنانة شويكار، وعرضه الزواج منها، فكان ردها "خلينا إخوات"، وأضافت في حوارها أنها كانت تلمح في عينيه حب العشاق، وبعدما ضاق بها الحال كان من أوائل الناس الذين مدوا لها يد العون، إلى جانب الفنانة شادية التي ظلت حتى أخر أيام حياة سميحة تساعدها ماديا، خاصة وأن أخر أعمال سميحة كان مع شادية في مسرحية "ريا وسكينة"، وجسدت خلالها دور "أم بدوي الهبلة العبيطة".
توفيت سميحة توفيق بعد أن اعتزلت الفن بسنوات طويلة، حيث رحلت عن عالمنا في 11 أغسطس عام 2010 عن عمر ناهز 82 عام، وتوارت عنها الأضواء، لتعيش ما تبقى من حياتها في الظل.
غناء سميحة توفيق
رقص عواطف ورجاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق