السبت، 28 نوفمبر 2015

صلاح جاهين الاقرب الى هموم الناس



كان ابدع من كتب بالعامية المصرية الاصيلة مستخدما الفاظ الشارع المصرى البسيط لتصوير الأحداث الجارية فى كلمات أغنياته وفى وجوهه الكاريكاتيرية المعبرة عن الواقع وقد أحب البسطاء وأسكنهم كلماته ورسومه فمنحوه كل الحب والاحترام وعشق الجمهور رباعياته بل اصبحوا يترنمون بها فهى مدرسة فى فلسفة الحياة بل انها اصبحت أمثالا يرددها العامة وقد اعتبره النقاد امتدادا لبيرم التونسي سيد الزجل الشعبي والسياسي في مصر القرن العشرين. وفي رسومه أخلص جاهين لجمهوره وعبر عن معاناتهم وهمومهم حيث غاص فى أعماق المجتمع المصرى المطحون ودخل كل حارة وكل شارع ليعبر عنه وعبر عنهم فى رسوم جريئة ساخرة لاذعة جميلة . وتكمن أهمية صلاح جاهين في انه ابتعد عن الموضوعات الشائعة او التقليدية وربما يكون لعلاقته بالشعر دور كبير حيث نراه فى شعره يقدم لوحات تعبيرية حية نابضة متحركة ضاحكة مثل كاريكاتيره الضاحك الساخر وساعده فى ذلك خياله الخصب المتدفق بل ان نظره واحده لرسومه الان وبعد مرور كل هذه السنوات ستجدك تتفاعل معها كانها رسمت حديثا فهى تعبر عن هموم المجتمع العربى التى لم تفارقنا حتى الان منذ السبعينات التى رسمت فيها هذه الرسوم الساخرة وربما ستظل كذلك الى أمد بعيد كأنه كان يستشرف المستقبل . وقد خاض جاهين العديد من المعارك السياسية بكاريكاتيره ورسومه الصافية وخطوطه المنسابة المريحة للرؤية ودعابته الراقية المعبرة بوضوح عن رؤية جادة للهموم الاجتماعية وقد حظي صلاح جاهين برعاية ساداتية فاصبح رسام الكاريكاتير الرئيسي في الاهرام ولكنه ارتكب خطأ سياسيا كبيرا عندما ساير في كاريكاتيره موجة الكراهية الرسمية ضد العرب الذين عارضوا صلح كامب ديفيد فابعده ذلك عن جمهوره الذى احبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق