أغنية أجري أجري
لمحمد عبد الوهابو ظروف ظهور حسين السيد كشاعر غنائي
لا أعرف ما ذا كان عمر هذا الشاب.... يذكر حسين السيد في حديث اذاعي أنه كان يهوى التمثيل منذ صغره و عندما تخرج من الثانوية.... اتجه الى هذا الميدان في البحث على فرصة تدخله فيه.... و كان دائما يذهب لمقرات الشركات السينمائية يبحث عن فرصة عمل.... و ينتظر أيام تصوير مناظر سينمائية مع شبان آخرين الفرصة للمشاركة في الأفلام ككمبارس.... هكذا كانت تعمل الشركات السينمائية تلجأ الى أي واحد من مجموعة أنفار ينتظرون من الصبح الباكر و المخرج السينمائي يأتي و يختار 1 أو أكثر من الكمبارس لأغراض مشهد واحد أو أكثر
و في أحد الأيام جائت له فرصة أن يعمل ككمبارس في مشاهد فيلم ...يوم سعيد... لمحمد عبد الوهاب
و بينما كان ينتظر فرصة عمل رأى الشاب حسين السيد الموسيقار عبد الوهاب يتكلم مع المخرج محمد كريم... و حيث الصمت كان كاملا بحضور الشخصيتين سمع حسين السيد ما ذا كان يقول عبد الوهاب
سمعه و هو يقول أنه يبحث على كلمات تلائم مشهدا معينا من ركوب عربة حنطور فلاحية و يقول أنه لا يزال يبحث على كلمات فيها صور و جماليات خاصة
و لم يدري حسين السيد ما حدث له الا أنه تغلب عن خجله و وقف فجأة أمام محمد عبد الوهاب و قال له... يا أستاذ أنا لي محاولات في الكتابة الشعرية و ممكن أعمل لك اللي سيادتك تقول عليه... يا ريتك تعطيني فرصة بس... و التفت عبد الوهاب لحسين قائلا له.. أنت مين... وبعد ما قدم نفسه شرح له الوضع و شرح له رغبته في كتابة محاولة
فقال له محمد عبد الوهاب... أنت لك جاجات في الكتابة؟ سمعني بقى...
و سمعه حسين السيذ البعض من مقطوعاته..... و عبد الوهاب يسمع قائلا ... جميل... حلو
و طلب منه أن يقول له شيء على المشهد الذي يبحث له كلمات ملائمة و قال له حسين السيد عفويا و تلقائيا بعض الأبيات .... و عبد الوهاب يقول له ... واصل... و حسين السيد يقول أبيات أخرى... وعبد الوهاب يقول له... واصل
و في الأخير قال محمد عبد الوهاب لحسين أن يراجع ما قال له تلقائيا و يدخل فيه بعض التعديلات و التصحيحات و طلب منه أن يرجع له بعد يوم على الساعة الفلانية بالتعديلات المطلوبة...
و فرح حسين انما قال في نفسه أن محمد عبد الوهاب لم يرض بما عمله و أعطاه موعد غير مأكد ليتخلص منه دون أن يجرح عواطفه... اثناء هذا التردد كانت له لحظات يقول في نفسه... يمكن الحكاية صح.... و رغم هذه الشكوك قام بما طلب منه عبد الوهاب من تعديلات و حضر نفسه
و في اليوم التالي ذهب حسين و في جيبه القطعة المعدلة و وقف ينتظر ككل يوم فرصة عمل في الاستوديو و بينما كان واقفا وسط طابور المنتظرين أتى أليه عبد الوهاب قائلا... ايه يا أفندي انت مالكش معايا ميعاد؟
و رد حسين... قوي يا بيه انما أنا افتكرت أنك كنت عاوز تتخلص مني
و رد عبد الوهاب... لا أنا قلت لك تجي في الموعد يعني تجني في الموعد.... انت عملت اللي قلت لك عليه؟؟؟ سمعني بقى
و سمعه.... و قال عبد الوهاب... جميل... حلو... أحنا هانسجلها في اليوم الفللاني
و بالفعل... لحنها محمد عبد الوهاب و غناها في الفيلم نفسه...و هي أغنية أجري أجري وديني أوام وصلني... و يذكر حسين السيد أنها سجلت في يوم 23 سبتمبر 1939 لأنه كان يوم اندلاع الحرب العالمية الثانية
و تتالت المعاملة بين عبد الوهاب و حسين السيد الى أنه قال له في أحد الأيام... سيبك من حكاية التمثيل خليك في الشعر الغنائي... و لم يجد حسين السيد فرصة في التمثيل السينمائي الا مرة واحد في حياته في فيلم... رسالة من امرأة مجهولة... بطولة فريد الأطرش و لبنى عبد العزيز و هذا 20 سنة أو أكثر بعد هذا الكلام و بعد ما أصبح من أكبر الشعراء الغنائيين
ملاحظة هامة... بناء على تصحيح من أخي الدكتور أسامة القفاش و هو مشكور ألف شكر
فأن حسين السيد في الواقع شارك في التمثيل في افلام عديدة و لأنها كانت هواية و تتملكه
من ضمن افلامه فيلم السيرك مع نبيلة عبيد وحسن يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق