وكان لصلاح جاهين علاقة قوية مع الفنانين الذين شاركهم التمثيل والغناء وكانت
اكثرهم صلة به الفنانة سعاد حسنى والذى كان بمثابة الاب الروحى لها وبسببه خاضت
تجربة العمل التلفزيوني في حلقات هو وهي مع الفنان أحمد زكي حيث كان هذا العمل حدثا
فنيا مهما وكانت معظم أغنيات سعاد حسنى كلمات المبهر صلاح جاهين الذى كان لموته
اثرا سيئا على سعاد حسنى فقد اصيبت بحالة من الاكتئاب وانزوت بعدها عن الاضواء .
وكان انتاج صلاح جاهين غزيرا فقد انتج مئات القصائد التي تراوحت بين الزجل والشعر
العامي والشعر الشعبي حيث تحولت كثير منها إلى أغنيات غناها عشرات المطربين
المصريين وقد تنوعت ما بين أغاني الحب والأغاني الوطنية والأغاني الخفيفة كما كتب
عددا من الأوبريتات الغنائية كان أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة الذي ما زال يحتفظ
بجاذبيته حتى اليوم ومئات الرسوم الكاريكاتيرية التي بدأ في رسمها أسبوعيا في مجلتي
صباح الخير وروز اليوسف الأسبوعيتين قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام التي كانت
آنذاك في أوج ازدهارها فكان يلخص في صورة كاريكاتيرية ساخرة الموقف السياسي السائد
آنذاك كما كتب صلاح جاهين وسيناريو وحوار أفلام مثل خلي بالك من زوزو أميرة حبي
أنا شفيقة ومتولي والمتوحشة كما شارك في إنتاج أفلام أميرة حبي أنا عودة الابن
الضال بل ان شغفه بالفن جعله يشارك بالتمثيل فى ثلاثة افلام هى شهيد الحب الإلهى
عام 62 وفيلم لا وقت للحب عام 63 واخيرا فيلم المماليك فى عام 1965 . وكان تاريخ 5
يونيو 1967 تاريخا فاصلا فى حياة جاهين فقد هزمته النكسة مثلما هزمت كل الشعب
المصرى ولكن احساس الفنان غالبا ما يكون مضاعف فقد اصيب صلاح جاهين بحالة من
الاكتئاب لم يشف منها حتى رحيله فتوقف عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية واتجه
إلى الكتابة في اتجاهين الشعر التأملي العميق كما في الرباعيات والأغاني الخفيفة
وكان أشهرها أغنية سعاد حسني يا واد يا تقيل وغيرها والطريف أن ملحن هذه الأغاني هو
الموسيقي الكبير كمال الطويل الذي كان في يلحن له أغانيه الوطنية وكان آخرها راجعين
بقوة السلاح الذى اعتبرها صلاح سبب كآبته لان ام كلثوم غنتها عشية النكسة وتحطمت
كلماتها على صخور الواقع والتى يقول فيها راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر الحمى
راجعين كما رجع الصباح من بعد ليلة مظلمة وقد توفى الشاعر العظيم صلاح جاهين 21
ابريل عام 1986 حين ابتلع جرعة زائدة من الحبوب المنومة والتي كان يتناولها للتخلص
من مرض الاكتئاب ولكنه اسلم الروح وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين من العمر مخلفا
وراءه ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات القصائد ورسوم الكاريكاتير وقد اتهمه كثيرون
بالانتحار ولكن رؤيته للحياة تثبت عكس ذلك فنراه يقول فى رباعياته الدنيا اوده
كبيره للانتظار فيها ابن آدم زيه زى الحمار الهم واحد .. والملل مشترك ومفيش حمار
بيحاول الانتحار عجبى .. عجبى عليك يا جاهين حدوته فى حياتك وكذلك فى مماتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق