السبت، 28 نوفمبر 2015

علاقة صلاح جاهين بالفنانين


 

وكان لصلاح جاهين علاقة قوية مع الفنانين الذين شاركهم التمثيل والغناء وكانت اكثرهم صلة به الفنانة سعاد حسنى والذى كان بمثابة الاب الروحى لها وبسببه خاضت تجربة العمل التلفزيوني في حلقات هو وهي مع الفنان أحمد زكي حيث كان هذا العمل حدثا فنيا مهما وكانت معظم أغنيات سعاد حسنى كلمات المبهر صلاح جاهين الذى كان لموته اثرا سيئا على سعاد حسنى فقد اصيبت بحالة من الاكتئاب وانزوت بعدها عن الاضواء . وكان انتاج صلاح جاهين غزيرا فقد انتج مئات القصائد التي تراوحت بين الزجل والشعر العامي والشعر الشعبي حيث تحولت كثير منها إلى أغنيات غناها عشرات المطربين المصريين وقد تنوعت ما بين أغاني الحب والأغاني الوطنية والأغاني الخفيفة كما كتب عددا من الأوبريتات الغنائية كان أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة الذي ما زال يحتفظ بجاذبيته حتى اليوم ومئات الرسوم الكاريكاتيرية التي بدأ في رسمها أسبوعيا في مجلتي صباح الخير وروز اليوسف الأسبوعيتين قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها فكان يلخص في صورة كاريكاتيرية ساخرة الموقف السياسي السائد آنذاك كما كتب صلاح جاهين وسيناريو وحوار أفلام ‏مثل خلي بالك من زوزو أميرة حبي أنا شفيقة ومتولي والمتوحشة كما شارك في إنتاج أفلام أميرة حبي أنا عودة الابن الضال بل ان شغفه بالفن جعله يشارك بالتمثيل فى ثلاثة افلام هى شهيد الحب الإلهى عام 62 وفيلم لا وقت للحب عام 63 واخيرا فيلم المماليك فى عام 1965 . وكان تاريخ 5 يونيو 1967 تاريخا فاصلا فى حياة جاهين فقد هزمته النكسة مثلما هزمت كل الشعب المصرى ولكن احساس الفنان غالبا ما يكون مضاعف فقد اصيب صلاح جاهين بحالة من الاكتئاب لم يشف منها حتى رحيله فتوقف عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية واتجه إلى الكتابة في اتجاهين الشعر التأملي العميق كما في الرباعيات والأغاني الخفيفة وكان أشهرها أغنية سعاد حسني يا واد يا تقيل وغيرها والطريف أن ملحن هذه الأغاني هو الموسيقي الكبير كمال الطويل الذي كان في يلحن له أغانيه الوطنية وكان آخرها راجعين بقوة السلاح الذى اعتبرها صلاح سبب كآبته لان ام كلثوم غنتها عشية النكسة وتحطمت كلماتها على صخور الواقع والتى يقول فيها راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر الحمى راجعين كما رجع الصباح من بعد ليلة مظلمة وقد توفى الشاعر العظيم صلاح جاهين 21 ابريل عام 1986 حين ابتلع جرعة زائدة من الحبوب المنومة والتي كان يتناولها للتخلص من مرض الاكتئاب ولكنه اسلم الروح وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين من العمر مخلفا وراءه ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات القصائد ورسوم الكاريكاتير وقد اتهمه كثيرون بالانتحار ولكن رؤيته للحياة تثبت عكس ذلك فنراه يقول فى رباعياته الدنيا اوده كبيره للانتظار فيها ابن آدم زيه زى الحمار الهم واحد .. والملل مشترك ومفيش حمار بيحاول الانتحار عجبى .. عجبى عليك يا جاهين حدوته فى حياتك وكذلك فى مماتك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق