الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

اللقاء اليتيم بين عبد الوهاب واحمد رامي وام كلثوم




الشاعر احمد رامي
كان رامي مدلها بحب أم كلثوم , ولكن هذا لم يمنع أن العديد من قصائده ذهبت إلى منافسها الأوحد محمد عبدالوهاب. هنالك وقائع كثيرة في حياة أم كلثوم , الشخصية والفنية, تدفع إلى الاعتقاد بأن أحمد رامي كان شاعر أم كلثوم وحدها, وكان أبعد شعراء الأغاني عن منافسها التاريخي محمد عبدالوهاب. أهم هذه الوقائع, في حياتها الشخصية, قصة عاطفة الحب الغريبة, التي جمعت بين رامي وأم كلثوم , وهي وإن لم تدفعهما إلى الزواج, كما يعرف الجميع, فإنها كانت في طليعة الأسباب التي دفعت أحمد رامي, الشاب المتفتح العائد من باريس, إلى التحوّل عن نظم الشعر بالعربية الفصحى "كتب له أحمد شوقي مقدمة أحد دواوينه الشعرية", إلى احتراف نظم الأغاني بالعامية المصرية الراقية. أما أهم هذه الوقائع في حياتها الفنية, فالإحصاء الذي يقول إن ما بين ثلاثين وأربعين بالمائة, من أغنيات أم كلثوم , نظمها أحمد رامي. لقد أدى كل ذلك إلى بث الاعتقاد بأن اللقاء بين شعر رامي الغنائي, وألحان عبدالوهاب, لم يتم أبدًا, أو أنه كان قليلاً, إلى درجة الندرة، إلا أن حقائق تاريخ الحياة الفنية لكل من رامي وعبدالوهاب تشير إلى عكس ذلك تمامًا, حتى أن الأرجح أن لقاء شعر رامي بألحان عبدالوهاب قد سبق قليلاً لقاء رامي التاريخي بأم كلثوم , وأنه كان لقاء وثيقًا طوال عقد الثلاثينيات, قبل أن ينقطع حبله في منتصف الأربعينيات, حيث لم يلحن عبدالوهاب بعد ذلك من أشعار رامي سوى مرتين, مرة لصوته, في آخر أغنية اعتزل بعدها رسميًا, ومرة لصوت أم كلثوم , كما سنرى في الجزء الأخير من هذا المقال. فإذا كانت أقدم أغنيات أم كلثوم , من أشعار رامي يعود تاريخ تسجيلها على أسطوانة إلى العام 1924 "قصيدة الصب تفضحه عيونه, ألحان الشيخ أبو العلا محمد", فإن رصيد عبدالوهاب في الأسطوانات المسجلة يؤكد أنه سجل من أشعار رامي أغنية (مانيش بحبك), بالعامية المصرية, في العام 1923, وأغنية (غاير من اللي هواكي), في العام نفسه, وقصيدة (وطاولت حيل الهجر), ثم قصيدة عبدالوهاب الشهيرة (على غصون البان), في العام نفسه, وأغنية (سكت ليه يا لساني) (على شكل مونولوج) الشهيرة أيضًا, في العام 1931



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق