السبت، 28 نوفمبر 2015

عبد الرحمن الابنودي




عبد ( الرحمن الابنودي) مصري معجون بطينة الوادي الطيب ..... وأي طينة؟!!! طينة الفقراء والغلابه
والمهمومين برزق يومهم وليس الغد. فالتفكير في الغد يصبح ترفا بالنسبة اليهم لا يقدرون عليه.....
المدهش في هذا الصعيدي الضارب بجذوره في عمق الصعيد الفقير انه يمزج السخرية المرة بكلامه عن
الفقر والفقراء. حتي اننا نتخيل ان حياته كانت سهلة وجميلة لأنه يحكيها بهذا الشكل المرح الذي تختلط
فيه الدموع بالضحكات من نوادر الأفراد والحياة............ أمر اخر يعجبني في هذا الشاعر الكبير عمنا
وخالنا عبد الروحمن . فهو ومع طول اقامته في المحروسة وسكنه بأحد الشقق الفاخرة وزواجه من مذيعة
تلفزيونية جميلة وبيضاء وبناته حوله خريجات الجامعة الأمريكية وحتي تدخينه للسجائر المفتخرة
( قبل عملية القلب ) وبالتأكيد كان بإمكانه شراء علبة سجائر كاملة يضعها في جيب قميصه الأزرق الذي
لم يعرف أبدا ان يغلقه حول رقبته برباط عنق حريري فهو علي عداء مستحكم بالكرافتات . وكأن الكرافته
تذكره بالهوة الواسعة بين الفقراء والأغنياء ...... علي كل وبالرغم من كل ذلك فخالي عبد الروحمن
لم يتنكر يوما لناسه ولغته وظل محافظا علي لسانه بكرا يقطر عذوبة ومرحا ومحافظا علي وروح الطفل
الصعيدي الشقي الذي يكدح من أجل لقمة العبش ومن أجل الفهم ايضا . فهم الحياة وفهم
الناس الغلابة وحقهم في غد مشرق يحلمون به .




عدى النهار.. رائعة أخرى للأبنودي

عدّى النهار .. و المغربية جايّة
تتخفّى ورا ظهر الشجر
و عشان نتوه في السكة
شالِت من ليالينا القمر
و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
أبو النجوم الدبلانين
أبو الغناوي المجروحين
يقدر ينسّيها الصباح
أبو شمس بترش الحنين؟
أبداً .. بلدنا للنهار
بتحب موّال النهار
لما يعدّي في الدروب
و يغنّي قدّام كل دار
و الليل يلف ورا السواقي
زي ما يلف الزمان .. وعلى النغم
تحلم بلدنا بالسنابل و الكيزان
تحلم ببكرة .. و اللي حيجيبه معاه
تنده عليه في الظلمة وبتسمع نداه
تصحى له من قبل الأدان
تروح تقابله في الغيطان
في المصانع .. و المعامل .. و المدارس .. و الساحات
طالعة له صحبة .. جنود
طالعة له رجال .. أطفال .. بنات
كل الدروب واخدة بلدنا للنهار
و احنا بلدنا للنهار
بتحب موال النهار
لما يعدي في الدروب
و يغني قدّام كل دار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق